الاثنين، 29 نوفمبر 2010

صحيح نفحات شهر الله المحرم .

بــــســــ الله ـــــم

والصلاة والسلام على سيد ولد آدم


من نعم الله علينا أنه جعل لنا فى أيام دهره

نفحات يعيهـا كـل ذي عقـل فطـن حـذر .


* قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :

" افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ

رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ،

يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله

أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم "

أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الشيخ
الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة
الأحاديث الصحيحة / ج : 4 / حديث رقم : 1890 /
ص : 511



ونظـرًا للحـرص علـى اغتنــام هـذه الفـرص العظيمــة الأجـر ،

والتـي تعتبــر مـن الهبـات العظيمـة التـي
تعيـن علـى الانتفـاع

بالأعمـار القصيـرة ، والأنفـاس المحـدودة
المعـدودة

نقف مع كل نفحة


فقد مرت علينا خير أيام الدهر وها نحن نقترب من

شهر الله المحرم

لله دَرُّ هذا الشهر العظيم الذي يحوي يومًا عظيمًا؛ كم فيه من
الدروس والعبر تستحق أن يكون لكل مسلم معها

وقفات وعظات!


شهر الله المحرم

هو الشهر الوحيد الذي أضيف إلى الله

قال الإمام مسلم في صحيحه

حَدَّثَنِي ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏،قال: ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُوعَوَانَةَ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي بِشْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:

" ‏أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ

الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ"

صحيح مسلم / كتاب الصيام / باب فضل صوم المحرم / حديث رقم : 1982


مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ ؟!



قال السيوطي في " شرح سنن النسائي " ( 1613 ) :

قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفَضْل الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ :

مَا الْحِكْمَة فِي تَسْمِيَة الْمُحَرَّم شَهْر اللَّه وَالشُّهُور كُلّهَا لِلَّهِ ؟!

يَحْتَمِل أَنْ يُقَال :

إِنَّهُ لَمَّاكَانَ مِنْ الْأَشْهُر الْحُرُم الَّتِي حَرَّمَ اللَّه

فِيهَا الْقِتَال, وَكَانَ أَوَّل شُهُور السَّنَة أُضِيفَ إِلَيْهِ

إِضَافَة تَخْصِيص


وَلَمْ يَصِحّ إِضَافَة شَهْر مِنْ الشُّهُور إِلَى اللَّه – تَعَالَى- عَنْ

النَّبِيّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَّا شَهْر اللَّه الْمُحَرَّم .



اهـ
http://www.saaid.net/mktarat/mohram/31.htm


المحرم من الأشهر الحرم


بداية لابد من الانتباه لحرمة هذا الشهر
فشهر الله المحرم شهر حرام

* عـن أبـي بكـرة عـن النبـي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ قـال :

" ألا إن الزمـان قـد اسـتدار كهيئتـه يـوم خلـق الله السـموات والأرض
السـنة اثنـا عشـر شـهرًا
منهـا أربعـة حـرم ،
ثـلاث متواليـات : ذوالْقَعْـدة وذو الحجـة والمحـرم
ورجـبُ مُضَـرَ الـذي بيـن جُمَـادَى وشـعبان
"

صحيح البخاري / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير

القرآن / ( 8 ) ـ باب : قوله : " إن عدة الشهور
عند الله اثنا عشر شهرًا ... / حديث رقم : 4662

/ ص : 550 /طبعة : دار ابن الهيثم


والأشهر الحرم يحرم فيها الظلم ، والظلم محرم دومًا
ولكنه في هذه الأشهر أشد حرمة


قـال تعالـى
{ إِنَّ عِــدَّةَ الشُّـهُورِ عِنـدَ اللهِ اثْنَـا
عَشَــرَ شَـهْراً فِـي كِتَـابِ اللهِ يَــوْمَ خَلَـقَالسَّـمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَـةٌ حُـرُمٌ ذَلـِكَ الدِّيـنُ الْقَيِّـمُ فَـلاَ تَظْلِمُـواْ فِيهِـنَّ أَنفُسَـكُمْ وَقَاتِلُـواْالْمُشْـرِكِينَ كَآفّـَةً كَمَـا يُقَاتِلُونَكُـمْ كَآفّـَةً وَاعْلَمُـواْ أَنَّ اللهَ مَـعَ الْمُتَّقِيـنَ } .

سورة التوبة / آية : 36



منقول
مدونة
لا عيش إلا عيش الأخرة




الجمعة، 26 نوفمبر 2010

كيف تنام مغفوراً لك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تنام مغفوراً لك؟
كلنا يذنب في النهار ولا يدري إن نام ليلهُ أتقبض روحه أو يمد الله في عمره
كلنا يذنب في النهار ولا يدري إن نام ليلهُ أتقبض روحه أو يمد الله في عمره
ونحن نستطيع -بإذن الله- أن نحول نومنا إلى عبادة لله تغفر بها ذنوبنا !
فإليك أخي |أختي ما يمكنكم من نيل هذه الجائزة..فلا تفوتوا الفرصة.
( 1 )
***طلب البراءة من الشرك بالله:
عن جبلة بن حارثة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (صل الله عليه وسلم):
إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ { قل يا أيها الكافرون }
ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك
الراوي: نوفل بن معاوية و جبلة بن حارثة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم:
292
خلاصة حكم المحدث: حسن
( 2 )
***طلب الاكتفاء والإيواء وحمد الله عليهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا أوى إلى فراشه قال:" الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا
وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي "
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3396
خلاصة حكم المحدث: صحيح
( 3 )
***مبيت الملك معك لحراستك:
"طهروا هذه الأجساد ، طهركم الله
، فإنه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك
، لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك ، فإنه بات طاهرا "
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 599
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
( 4 )
***تشرّف بأن يضحك الله لك ولزوجك:
-بل ويحبك
- بل ويرحمك
- بل ويستبشرك
-"ثلاثة يحبهم الله ، و يضحك إليهم ، و يستبشر بهم :
الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز و جل
فإما أن يقتل ، و إما أن ينصره الله و يكفيه
فيقول :" انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه" .
"والذي له امرأة حسنة و فراش لين حسن فيقوم من الليل
فيقول ":" يذر شهوته و يذكرني ، و لو شاء رقد"
"و الذي إذا كان في سفر ، و كان معه ركب ، فسهروا
ثم هجعوا ، فقام من السحر في ضراء و سراء "
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 629
خلاصة حكم المحدث: حسن
-" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى
وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح
في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت
من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى
نضحت في وجهه الماء "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1450
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
( 5 )
تخسيء الشيطان:-
-"ذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره
فلينفض بها فراشه و يسم الله ؛
فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه ،
فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن
، و ليقل : سبحانك ربي ، بك
و في رواية :" باسمك وضعت جنبي و بك أرفعه
، إن أمسكت نفسي فاغفر لها ، و إن أرسلتها فاحفظها
بما تحفظ به عبادك الصاحلين "
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 923
خلاصة حكم المحدث: صحيح
( 6 )
***النوم على الفطرة فلو حصل موت متّ عليها:
-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
" ألا أعلمك كلمات تقولها إذا أويت إلى فراشك
فإن مت من ليلتك مت على الفطرة
وإن أصبحت أصبحت وقد أصبت خيرا
تقول اللهم أسلمت نفسي إليك
ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك
رغبة ورهبة إليك وألجأت ظهري إليك
لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك
آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت"
قال البراء فقلت:
" وبرسولك الذي أرسلت قال:
" فطعن بيده في صدري ثم قال":
" ونبيك الذي أرسلت "
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3394
خلاصة حكم المحدث: صحيح
( 7 )
*أمِّن على جوارحك واستنصر ربك وتعوذ:
- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أوى إلى فراشه قال :
"اللهم متعني بسمعي وبصري وعقلي
واجعلهما الوارث مني
وانصرني على عدوي ، وأرني فيه ثأري ".
زاد عثمان بن الهيثم في حديثه :
" اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين
ومن الجوع فإنه بئس الضجيع "
الراوي: عائشة المحدث: أبو نعيم
- المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 2/207
خلاصة حكم المحدث: زيادة [وعقلي] تفرد بها عثمان بن الهيثم
( 8 )


*عبادة حال الاستيقاظ المفاجئ أو لحاجة أو لطارئ:
-"من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له

له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وسبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال
رب اغفر لي أو قال ثم دعا استجيب له
فإن عزم وتوضأ ثم صلى قبلت صلاته "
الراوي:عبادة بن الصامت المحدث:الألباني - المصدر:
صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3414
خلاصة حكم المحدث: صحيح

( 9 )
*استكف ما أهمك ولما يهمك عند استيقاظك
"من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه "
الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2881
خلاصة حكم المحدث:صحيح

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات


منقول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

حكم استعارة النساء الملابس والحلي للتزين بها فيما بينهن ؟



حكم تبادل النسـاء الملابس والذهب وغيرها مما تتجمل به المرأة
فيما بينهن لحضور المناسبات (الخالية من المخالفات الشرعية )


هذا له حُكم الاستعارة ، وهي جائزة .
قال الإمام البخاري : باب استعارة الثياب للعروس وغيرها .
ثم روى بإسناده إلى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلاَدَةً .(1)
وبوّب أيضا : باب استعارة القلائد .

وبوّب أيضا : باب الاستعارة للعروس عند البناء .
ثم روى بإسناده إلى عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَعَلَيْهَا دِرْعُ قِطْرٍ ثَمَنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَتِ : قَدْ كَانَ لِي مِنْهُنَّ دِرْعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ تُقَيَّنُ بِالْمَدِينَةِ إِلاَّ أَرْسَلَتْ إِلَيَّ تَسْتَعِيرُهُ .(2)
قال ابن حجر : فما كانت امرأة تقين بالمدينة ، أي : تَتَزَيَّن . اهـ .

وفي قصة توبة كعب بن مالك رضي الله عنه قال : وَاسْتَعَرْت ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا . رواه البخاري ومسلم .(3)
قال النووي في فوائد الحديث : جَوَاز اِسْتِعَارَة الثِّيَاب لِلُّبْسِ . اهـ .

ولو سُئلت المرأة عن شيء تلبسه وليس لها فلا يجب عليها أن تُخبر بحقيقة الأمر ، بل تستعمل المعاريض والتورية .

قال عمران بن الحصين رضي الله عنهما : في المعارِيض مَندوحة عن الكذب .
أي : أن يُعرّض الإنسان بكلام يُفهم منه غير المقصود من غير أن يلجأ الإنسان إلى الكذب .
وقال محمد بن سيرين : الكلام أوسع من أن يَكذب ظَريف .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
منقول

(1) رواه البخاري / الجامع الصحيح /كتاب النكاح / باب بَاب اسْتِعَارَةِ الثِّيَابِ لِلْعَرُوسِ وَغَيْرِهَا / حديث رقم 4793
.
(2) رواه البخاري / الجامع الصحيح /كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها / الِاسْتِعَارَةِ لِلْعَرُوسِ عِنْدَ الْبِنَاءِ .../ حديث رقم 2448 .
(3) رواه البخاري / الجامع الصحيح /كتاب المغازي / ببَاب حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَقَوْلُ اللَّهِ ... / حديث رقم4093 .


الاثنين، 22 نوفمبر 2010

دعوة الأقربين .

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة الأقربين
الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
~~~*~~~*~~~*~~~

كذا دعا زكريا ربه بولي *** ...................................

{فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}[(5-6) سورة مريم]
"بولي الآل" يعني من آله من أقاربه من نسله "خوف الموالي من ورائهم" يعني خوف أن يرثه البعيد، وأحق الناس بإرث الشخص القريب،

ولذا على الإنسان أن يعنى بأولاده وأسرته أكثر من عنايته بغيرهم، فهم أحق الناس ببره، أحق الناس بخيره، وقد يلاحظ على بعض أهل العلم الذين يبذلون للناس أن أولادهم ونساءهم ومن تحت ولايتهم ما استفادوا منه شيئاً، وقد يكون هذا عن تفريط، وقد يكون عدم التفريط، إلا أن الله -جل وعلا- لم يكتب له هذا الأمر، فلا يتهم أهل العلم بأنهم قصروا في نصح أولادهم وذراريهم، وأنهم غفلوا عنهم بالانشغال بغيرهم، لا، بذلوا وحاولوا وجاهدوا ومع ذلك ما كتب الله لهم شيئاً، وهذا أيضاً موجود على مستوى الأنبياء، يعني نوح على طول ما بقي مع قومه امرأته وولده استفادوا وإلا ما استفادوا؟ ما استفادوا، ولا يعني هذا أن نوح فشل في دعوته كما قال بعض الكتاب المعاصرين، يقول: نوح فشل في دعوته؛ لأنه ما استفاد منه أقرب الناس، وحتى تطاول على النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: إنه فشل في دعوته في العهد المكي، وفشل في الطائف ونجح في المدينة، هذا موجود في كتابات تتداول بين أيدي الناس، وهذا ضلال -نسأل الله السلامة والعافية-، ما الذي على الداعية؟ ما الذي على النبي؟ ما عليه إلا البلاغ، هل عليه أن يهدي الناس؟
ما يستطيع {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}
[(56) سورة القصص]

هل استطاع النبي -عليه الصلاة والسلام- هداية عمه؟ نعم يهدي {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
[(52) سورة الشورى]

تهدي هداية الدلالة والإرشاد والبلاغ تهدي، لكن هداية التوفيق والقبول هذه بيد الله -جل وعلا-، فكون الإنسان يمضي السنين الطويلة في تعليم الناس، وما تخرج على يديه أحد من أهل العلم، قد يكون هذا خلل في طريقته في التعليم، وقد يكون الله -جل وعلا- ما كتب له قبول، ولم يتسن لأحد أن يحمل عنه هذا العلم، قد يكون ينفق السنين الطويلة في الأمر والنهي، ومع ذلك ما تغير منكر، ولا استفاد أحد من أمره، هو عليه أن يبذل السبب، وأجره مرتب على بذل السبب، والنتائج بيد الله -جل وعلا-.

فعلى الإنسان أن يهتم بالأقربين {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}
[(214) سورة الشعراء]
يهتم بهم ويوليهم نصحه وتوجيهه وعنايته وتعليمهم وتبصيرهم، ومع ذلك لا يلزم أن يستجيبوا له، النتائج بيد الله -جل وعلا-.


المنظومة الميمية في الآداب الشرعية – للعلامة حافظ حكمي (2)

منقول
موقع الشيخ / عبد الكريم الخضير
حفظه الله

الأحد، 21 نوفمبر 2010

حكم طلب تبليغ السلام للنبي لمن ذهب لزياة المسجد النبوي ؟




حكم الطلب ممن ذهب إلى زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ السلام عنا للنبي ؟

الجــــــــواب
~~~*~~~*~~~*~~~

ليس له أصل في السنة .
قال عليه الصلاة والسلام : إن لله ملائكة سياحين يُبَلِّغُون عن أمتي السلام . (1)
رواه النسائي ، وقال ابن القيم : وهذا إسناد صحيح .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن من أفضلِ أيامِكم يومَ الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قُبِض وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضةٌ عليّ . قالوا : وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أرَمْتَ ؟ فقال : إن الله عز وجل حَرّمَ على الأرض أن تأكلَ أجسادَ الأنبياء .
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه .(2)

فإذا سلَم الإنسان على النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك يبلغه عليه الصلاة والسلام ، ولا حاجة لأن يُقال للمسافر للمدينة النبوية : أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام .

ولم يكن عمل السلف على هذا .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
منتدى الارشاد للفتاوى الشرعية



(1) أخرجه السيوطي / حققه الألباني /صحيح الجامع /حديث رقم: 2174/ صحيح) .‌
(2) رواه النسائي / حققه الألباني / صحيح سنن النسائي / كتاب الجمعة /
باب إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ).



السبت، 20 نوفمبر 2010

التحذير من إحدى الإسرائيليات المشتهرة عن نبي الله داود -عليه السلام-


بسم الله الرحمن الرحيم

التحذير من إحدى الإسرائيليات المشتهرة عن نبي الله داود -عليه السلام-

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في برنامج
فتاوى نور على الدرب ضمن إجابته على أحد الأسئلة؛ قال:
وبهٰذه المناسبة أودُّ أن أبيِّن إن ما ذُكِرَ في الإسرائيليات عن داود
-عليه الصلاة والسلام- في قصة الخصمين الذين اختصما عنده
وقال أحدهما: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ
وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ
بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ﴾ [ص: 23- 24].
في بعض الإسرائيليات أن داود -عليه الصلاة والسلام- كان له

أحد الجنود وكان عند هٰذا الجندي امرأة أعجبت داود وأرادها؛
فطلب من هٰذا الجندي أن يذهب للجهاد لعله يقتل فيأخذ زوجته؛
هٰذه قصة كذب ولا يجوز لأحد أن ينقلها إلا إذا بين أنها كذب
ولا يجوز اعتقادها في نبي من أنبياء الله،

هٰذه لا تليق ولا من عامي
الناس فكيف بنبي؟! ولا استبعد أن هٰذه من دسائس اليهود الذين
دسوها على المسلمين ليفسدوا بذٰلك دينهم.

والقضية هي أن هٰذا الرجل مع خصمه عنده نعجة واحد؛ أي:
أنثى من الضأن، وكان أخوه أي خصمه عنده تسع وتسعون فقال
له أنت ليس عندك إلا واحدة لا تغني شيئًا وأنا عندي تسع
وتسعون باقي واحدة وتكتمل المائة والإنسان ينتظر إلىٰ تكميل
العدد؛ فطلب منه هٰذه الواحدة، وجعل يورد عليه الحجج حتىٰ
غلبه في الحجج فاختصما إلىٰ داود.

فإذا قال قائل ما تقول في قوله تعالىٰ: ﴿وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ؟
فالجواب سهل: داود -عليه السلام- جعله الله خليفة في الأرض
يحكم بين الناس وكونه يدخل محرابه؛ أي: متعبده، ثم يغلق
الباب خلاف لما كلف به، وهو مجتهد في ذٰلك لا شك، ثم إنه
حكم على الخصم قبل أن يسمع حجة الآخر المحكوم عليه؛ فلما
قال الخصم: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ
وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ
نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ﴾ الخ.

فحكم قبل أن يسمع حجة الخصم ولعله أراد من أجل أن يسرع
التفرغ للعبادة فلما جاءت هٰذه القصة وأخذ بقول الخصم وكان قد
أغلق الباب؛ ظن داود -عليه الصلاة والسلام- أن الله تعالى
أرسل هٰذين الخصمين اختبارًا له ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ﴾.

فإن قال قائل ما تقولون في قول النبي صلى الله

عليه وعلى آله وسلم:كما جاء في الحديث
"أن هند قالت للنبي صلى الله عليه وسلم :
إن أبا سفيان رجل شحيح ، فأحتاج أن
آخذ من ماله ؟ قال :
( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ) "
الراوي: عائشة المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة
أو الرقم: 7180
خلاصة حكم المحدث: [صحيح


فحكم لها؟

فالجواب: أن حكم النبي صلى الله عليه وسلم فُتيا وليست قضاء
بين خصمين؛ لأن خصمهما لم يحضر فهو أفتاها علىٰ صورة
القضية بدون محاكمة ومخاصمة.


منقول
(ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة)


الجمعة، 19 نوفمبر 2010

هل للدفن في مقابر البقيع فضيلة ؟



فـــتــوى
هل للدفن في مقابر البقيع فضيلة ؟
لفضيلة للشيخ / حام
د بن عبد الله العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
لم يصح شيء في فضل الدفن في البقيع ، لكن ورد في فضل الموت في المدينة ، غير أن هذا الفضل لمن وافته المنية فيها ، ل
من مات فيها من أهل الإيمان ، لايعني أنَّه لايموت فيها من أهل النفاق ، والشرك ، والفجور من يموت ، ويدفن ، بل هذا واقع منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا ، منذ عبدالله بن أبي سلول رأس المنافقين إلى اليوم ، فإنه يدفن في البقيع من أفجر الخلـق ، حتى السحرة ، وغلاة الرافضة ، بل في أقدس أرض الله تعالى مكة ، يدفن البر ، والفاجر ، والمؤمن ، والكافر ، كسائر الأرض ، كما في الموطأعن سلمان الفارسي رضي الله عنه : ( إن الأرض لاتقدس أحداً ، وإنما يقدس الإنسان عمله ) (1).

أما نقل الميت إلى المدينة المنورة ليدفن فيها ، فغاية ما فيه انه مباح ـ وحرم بعض العلماء النقل مطلقا لغير ضرورة ـ خلاف السنة ، والسنة المسارعة في دفن الجنازة لحديث أبي هريرة : ( أسرعوا بالجنازة ) (2) متفق عليه ، وكان العمل في عهد الصحابة أنْ يدفن الميت في البلد الذي يموت فيه ، إلاَّ إذا كان النقل لمكان قريـب ، أو للضرورة كمن مات في بلاد الكفا
ر وخشي على جثمانه منهم
والله أعلم
مـنـــقول
موقع الشيخ حفظه الله

(1) رواه الطبراني / حققه الألباني / صحيح الترغيب والترهيب / كتاب القضاء وغيره / باب ترغيب من ولي شيئا من أمور المسلمين
في العدل إمام كان أو غيره /صحيح / حديث رقم 2191
(2) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الجنائز / باب الإسراع بالجنازة / حديث رقم 1569.

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

في سكون الليل

قصيدة سمعتها وقرأتها فلم تخرج من قلبي وعقلي إلى الآن, وأنا أتمنى أن يرى فيها القارئ ما رأيتُ ويشعر بما شعرتُ فتُحرك وجدانه وتحثه الكلمات على النهوض للعمل :

أتتني في سكون الليل أطياف لماضينا .. وراحت تنثر الأشواق والذكرى أفانينا
أما كنا بجوف الليل رهبانا مصلِّينا .. وفرسانا إذا ما قد دعا للموت داعينا
فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينا .. ومن للغاية الكبرى إذا ضمرت أمانينا
ومن للحق يجلوه إذا كلَّت أيادينا ..
أسائلكم ونفسي هل أصاب القحط وادينا .. وهل جفت ينابيع الهدى أم أجدبت فينا
فما المعنى بأن نحيا فلا نُحيي من الدينا .. وما المعنى بأن نجتر مجدا ماضيا حينا
وحينا نطلق الآهات ترويحا وتسكينا ..
أُسائلكم أسائلكم, عسى يوما يوافينا .. ونبرم فيه بالإقدام يرموكا وحطِّينا
فعذرا إن عزفت اليوم ألحان الشجيِّنا .. وإن أسرفت في التبيان عما بات يُدمينا
فإن الكون مشتاق لكم شوق المحبينا .. بنا يعلو منار الحق في الدنيا ويُعلينا

الإعداد يبدأ الأمس

 لو نظرنا في سيرة الرسول ومغازيه لتوصلنا لقاعدة كان (صن تسو) صاحب كتاب "فن الحرب" قد أوضحها قديما. فكل المعارك الكبرى نتيجتها محسومة من قبل أن تبدأ أو حتى ينطلق أول سهم. ففي بدر مثلا كان الفوز محسوما لأن معسكر الإيمان كان ضد معسكر الكفر. وما حدث في أُحد كان لضعف بعض المسلمين أمام الغنائم. ويوم حُنَين كاد الغرور بكثرة العدد يتسلل لقلوب المحاربين فأفاقهم الله. وفي فتح مكة كان الرسول قد هزمهم نفسيا وعقائديا وعدديا قبل أن يهزمهم عسكريا. الخلاصة أن الجهاد الحقيقي هو في الإعداد للمعركة قبلها, أما الموقعة نفسها فهي مجرد تقدير للجهود التي سبقتها وطمأنة للقلوب برؤية النتيجة واقعا ملموسا. وعلى هذا لا حجة لمن يقول أن حكامنا لا يسمحون بالجهاد اليوم, فالإعداد الديني والفكري والبدني والنفسي .. كل هذا متاح لمن يرغب بحق. فابدأ الإعداد للمعركة القادمة من اليوم .. وكفاك تثاقلا مع المتثاقلين .

# إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمة .. فإن فساد الرأي أن تترددا       (المتنبي)

كن كالغلام

  في قصة الغلام والملك المعروفة نلاحظ أنه لم يكن رسولا ولا نبيا, بل عرف الحق فقدّم حياته لنشره ونصرته. وهو مثالنا -نحن شباب اليوم - في معركتنا مع عدونا الداخلي. والقصة تحمل رموزا وأبعادا كبيرة لا تظهر للقارئ السطحي بل من تعمق فيها تعلم منها. فالملك رمز السلطة القاهرة والكاهن رمز سيطرة إعلام الدولة على العقول وأن العملية تنتقل من جيل لجيل منذ القدم, وأن الحكماء قلة مضطهدة يعيشون بعيدا عن أمواج المجتمع الجاهل لكن لا ينسون دورهم في الإصلاح ونشر الحقيقة وإن كلفهم ذلك حياتهم والموت نشرا بالمنشار تعذيبا.وأن العقل مسئولية نفرق به بين الغش والصدق , وأن ننتظر ولا نعلن أمرنا حتى يقوى علمنا وعزمنا فقليل من التقية لا يضر كما كان الغلام يقول لأهله عند تأخره عند الحكيم أنه كان عند الساحر ويقول للساحر أنه كان عند أهله. وأن الشباب هم القوة, يعلم ذلك الشرير فيحاول اجتذابهم والطيب أيضا يعلمه فيركز عليهم لما فيهم من أمل ونضارة لم تلوثها السنون بعد. وأن الثقة بالله تصنع المعجزات فمع أنه مجرد غلام إلا أنه آمن فنصره الله على كل عسكر الملك فاهتز الجبل وثار البحر.وأن الدعاء سلاح تخفى قوته على الكثيرين لضعف الإيمان. وأن الحيلة مطلوبة لتوعية الناس حتى ولو ضحينا بالغالي مقابلها. وأن مقتل فرد أو اثنين قد يفتح عيون وقلوب الآلاف,وأن الحياة الحقة هي الحياة الآخرة فطوبى لهؤلاء المحروقين فلهم نعيم غير زائل. وأن دولة الظلم مهما طالت لا قرار لها بل الحق يظهر والباطل يزهق,سنة الله في أرضه. آمنتُ بالله رب الغلام ! 
 
# قال رسول الله : " كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ. وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ. فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلاَماً أُعَلِّمْهُ السّحْرَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَماً يُعَلِّمُهُ. فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ، إِذَا سَلَكَ، رَاهِبٌ. فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِـعَ كَلاَمَهُ. فَأَعْجَبَهُ. فَكَانَ إِذَا أَتَىٰ السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ. فَإِذَا أَتَىٰ السَّاحِرَ ضَرَبَهُ. فَشَكَا ذٰلِكَ إِلَىٰ الرَّاهِبِ. فَقَالَ: إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي. وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذٰلِكَ إِذْ أَتَىٰ عَلَىٰ دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ. فَقَالَ: الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ؟ فَأَخَذَ حَجَراً فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هٰذِهِ الدَّابَّةَ. حَتَّىٰ يَمْضِيَ النَّاسُ. فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا. وَمَضَىٰ النَّاسُ. فَأَتَىٰ الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ، الْيَوْمَ، أَفْضَلُ مِنِّي. قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَىٰ. وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَىٰ. فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلُّ عَلَيَّ. وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ. فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ. فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ. فَقَالَ: مَا هٰهُنَا لَكَ أَجْمَعُ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي. فَقَالَ: إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَداً. إِنَّمَا يَشْفِي اللّهُ. فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللّهِ دَعَوْتُ اللّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللّهِ. فَشَفَاهُ اللّهُ. فَأَتَىٰ الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبِّي. قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّىٰ دَلَّ عَلَىٰ الْغُلاَمِ. فَجِيءَ بِالْغُلاَمِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. فَقَالَ: إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَداً. إِنَّمَا يَشْفِي اللّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّىٰ دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ. فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ. فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَىٰ فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ. فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ. فَشَقَّهُ حَتَّىٰ وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَىٰ. فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ. فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّىٰ وَقَعَ شِقَّاهُ. ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينكَ. فَأَبَىٰ. فَدَفَعَهُ إِلَىٰ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَىٰ جَبَلِ كَذَا وَكَذَا. فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ. فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلاَّ فَاطْرَحُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا. وَجَاءَ يَمْشِي إِلَىٰ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللّهُ. فَدَفَعَهُ إِلَىٰ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُرة، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ. فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاقْذِفُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا. وَجَاءَ يَمْشِي إِلَىٰ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللّهُ. فَقَالَ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّىٰ تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ. وَتَصْلُبُنِي عَلَىٰ جِذْعٍ. ثُمَّ خُذْ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِي. ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ. ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللّهِ، رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ ارْمِنِي. فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذٰلِكَ قَتَلْتَنِي. فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ. وَصَلَبَهُ عَلَىٰ جِذْعٍ. ثُمَّ أَخَذَ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِهِ. ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللّهِ، رَبِّ الْغُلاَمِ. ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ. فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ.فَمَاتَ. فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ. آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ. آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ. فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ وَاللّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ. قَدْ آمَنَ النَّاسُ ,فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ. وَقَالَ: مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا. أَوْ قِيلَ لَهُ: اقْتَحِمْ. فَفَعَلُوا حَتَّىٰ جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا. فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا. فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ: يَا أُمَّهِ اصْبِرِي. فَإِنَّكِ عَلَىٰ الْحَقِّ "      مسلم

الحرب

  من خيرات الحروب: القتلى يحمون المجتمع من التضخم السكاني,ولا وجود للبطالة في مجتمع مسلم يجاهد فميدان القتال مفتوح لكل قادر, هذا غير التقدم العلمي الذي يصاحب الحرب بغرض تدعيم الجيش كما رأينا أوربا وقت الحرب العالمية الثانية ولا ننسى محمد الفاتح وصنع أضخم مدفع في العالم وقتها لهدم أسوار القسطنطينية. والنصر يجلب المغانم والجزية ويفتح أراض جديدة تجلب مصادر جديدة للثروة وأفكارا وعلوما جديدة كما استفدنا من فتح بلاد فارس قديما. والهزيمة توحد الشعوب وتفرض إعادة تقييم لمعرفة سببها وتلافيه ولا ننسى غزوة أحد.والهزائم تفضح الفساد الحكومي -كما بعد هزيمة 1967- وتقي المجتمع شر أمراض التخمة الاقتصادية والاستهانة بقوة العدو المتربص,وتعيد الكثيرين للإيمان.. 
 
# لهؤلاء الذين يعطلون الجهاد بحجة أن "الحرب لا يأتي من وراءها إلا كل شر" أوضحت هذه النقاط. لكن المؤمن الحق يكفيه أمر ربه له بالقتال فيُنفذ في الحال وهو يقول : سمعنا وأطعنا.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ     التوبة 73

فرصة يومية

كل يوم هو فرصة جديدة يمكنك أن تبدأ فيها بتحسين نفسك وحياتك. واعلم أن لحظة واحدة قد تفرق بين الإيمان والكفر وتحدد مصيرك في الآخرة للأبد. القدرة على التغيير والتغير هي أعظم قوة يهبها المولى لعباده. فالأولى تمكنك من التأثير في غيرك والثانية تنصرك على عدوك الأول.. نفسك. واعلم أن الرجوع للحق ممكن طالما بقي في صدرك نفس يتردد, فلا تتحجج بتأخر الزمن وتقدم العمر, فكما يقول الأمريكان في أمثلتهم (اليوم هو أول يوم من بقية حياتك!)
#  Today is the first day of the rest of your life.

الهدف أولا

  يحتاج أي مجتمع سليم لهدف عام تسخر له الطاقات ويكون غاية كبرى تتوحد خلفها قوى الأفراد بدلا من تشتتها. لذلك حرص العدو على نزع هذه الميزة من أجيالنا ولم يستبدلها إلا بما يكرس الفردية والحياة الحيوانية التي تتكاثر دون هدف واضح. فكانت حالة التخبط العام والاكتئاب وربما الانتحار أو الغرق في ملذات وقتية تعمل كمسكنات ولا تملأ أبدا الفراغ الروحي بداخلنا. فلا حالة استنفار عامة ولا حلم نستعذب إفناء النفس في سبيله.
 
# لو ربّى كل واحد منا ابنا له على أن إعلاء كلمة الله في الأرض هو هدف يستحق الحياة من أجله والموت أيضا.. لما أصبح هكذا حالنا.

شبكة العنكبوت

الإنترنت شبكة عنكبوتية تأكل من يقع في خيوطها. ولا أتحدث هنا عن إدمان تصفح الإنترنت أو المواقع الجنسية أو غرف المحادثة بين الفتيات والشبان أو مواقع التشكيك في الإسلام, بل عمن يملك الإنترنت فعليا!

# جوجل أصحابه اثنان يهود Larry Page & Sergey Brin. فايسبوك صاحبه يهودي Mark Zuckerberg. أكبر طريقة لتحميل الملفات وهي التوررنت بدأها يهودي (برام كوهين). ونفس الأمر مع Wikipedia - التي كان صاحبها يدير مواقع جنسية - وYahoo وMySpace !.. ولإظهار مثال على هذه السطوة نجد أن جوجل لو رفض إدراج موقع إلكتروني ما في فهرسه أو أعطاه تصنيفا منخفضا في نتائج البحث لاختفى هذا الموقع واندثر بحيث لا يكاد يصل إليه أحد لسيطرة جوجل وشهرته الفائقة. وقد حدث لي هذا شخصيا عند إنشائي مدونة على موقع بلوجر Blogger - الذي يمتلكه جوجل أيضا كما يمتلك YouTube! - بمحتوى إسلامي موجه للمتحدثين بالإنجليزية وبعنوان يحتوى كلمة إسلام, فتجاهله جوجل ولم يدرجه في البحث حتى غيرت العنوان وحذفت الكلمة!.

المتآمرون

شخصيتان تستحقان دراسة مقارنة لكشف تشابه دوافعهما الخفية: بولس وابن سبأ. الأول أفسد النصرانية بمزجها بالوثنية الرومانية ونشرها بين غير بني إسرائيل. والثاني كاد للإسلام في بدايات توسعه. كلاهما حاول تأليه بشر والغلو فيه. النصارى والشيعة يلعب بهم اليهود ليحاربوا بهما الإسلام النقي. ولا عجب أن نجد إيران مركزا لآلاف اليهود إلى اليوم وإلى يوم القيامة حين يخرج من أصفهان أتباع للدجال وأيضا منها البهائيون المنتسبون زورا للإسلام وأصول عقيدتهم يهودية. وأمريكا البروتستانتية معقل نصف يهود العالم والحركات الهدامة التابعة لهم كالماسونية (Free Masonry)  وعبادة الشيطان (Satanism) والعَلمانية (Secularism)  والسينتولوجي أو العلمولوجيا (Scientology) - ديانة توم كروز وترافولتا - وغيرها. ولا عجب أن نرى مصالح إيران وأمريكا واليهود تجتمع على العراق لتصفية حسابات قديمة وحديثة. فالسبي البابلي لم يخرج من ذهن اليهود بعد, والخلافة العباسية السُنية يكرهها الشيعة وقد ساعدوا التتار قديما لتخريبها واليوم يساعدون تتار العصر الحديث مرة أخرى. 
 
# مشكلة أصحاب النظرة الضيقة عدم قدرتهم على رؤية الصورة الشاملة والخيوط المتصلة بين عدة حركات ومواقف لا تتضح الصلات الخفية بينها دون تدقيق. هناك شبكة واسعة عالمية تدير عدة منظمات فرعية وتنشر الفتن والقلاقل بمقادير محسوبة في العالم تحضيرا لشيء خطير وكبير اقترب أوانه. كل باحث جاد في نظريات المؤامرة تقريبا يجد نفسه يعود دائما لنفس نقطة البدء.. اليهود. فبعضهم بالتأكيد خلف هذه المؤامرة الكبرى التي كادت ثمرتها تنضج. وما ذكرتُه في الفكرة هو نقطة في بحر وما خفي كان أعظم وأكثر بشاعة. اللهم انصرنا على شرور أنفسنا وعلى أعدائنا واستر المسلمين مما يُكاد لهم وأعز الإسلام بهم. آمين

صداقة مع الشيطان

حرص الإسلام على عقيدة الولاء والبراء التي ضيعناها.. فبراءتك من الكافر تضعه في خانة العدو المحتمل فتتنبه لأفعاله وتشك في دوافعه إن أظهر لك اللين والمودة فلا يأخذك على حين غرة. لكن أخبرني بالله عليك كيف تقنع قلبك أن الأمريكي عدو لك وأنت تشاهد أفلامه وبرامجه طوال اليوم وتسمع لغته وتعجب بعلمه ومدنه وحضارته؟!.. مستحيل, وبالذات في ظل مناخ ضعيف الإيمان بدينه بل جاهل بأسسه كمناخنا, فتقل مناعتنا ويصبح الحديث عن (أخذ ما يوافقنا وترك ما يخالف عاداتنا) ضربا من الهراء ومخالفة لحقيقة الوضع القائم الذي لا يخفى إلا على أحمق .. وما أكثر الحمقى! الرويبضة الذي أخبرنا عنه الرسول بدأ في الكلام في أمر العامة وأشباهه يسيرون خلفه بهائم بل أضل سبيلا. هل نسينا هروع أثرياء الخليج مستنجدين بالأمريكان عندما هددهم صدام في عقر دارهم وهو أصلا مدفوع بإيعاز من الأمريكان؟!, لعبت القوى الاستعمارية الجديدة بنا من جديد! 
 
# وهنا نعلق على حالة انفصام الشخصية التي أصابتنا عند التعامل مع الأمريكان. فعندما نشاهد أخبار العراق وأفغانستان وفلسطين نعلم أن الأمريكي عدو. لكن حين نتشرب بلا وعي فكرَه وثقافته عن طريق متابعة مئات الأفلام عنه وعن أسلوب حياته نعتبره القدوة في هذه الدنيا وأن بلده هي جنة الله على الأرض ! .. إنها فعلا حالة مستعصية من انقسام الشخصية.

كيِّس فطن

لنميز النور لابد من معرفة الظلمة أولا, فبضدها تتميز الأشياء. 
 
# كما أن الطبيب يدرس الموت والمرض ليفهم العلاج, تذكر أنت ذنوبك وادرسها حتى تتجنب الوقوع في مثلها أو أكبر منها فيما بعد. هذا بالإضافة إلى أن الإنسان الذي لم يسمع عن الشر يوما قد يسقط أمام أول إغراء يواجهه.

المخطط المرسوم

تدعم حكومات العدو النخب الحاكمة في بلادنا, وتبذل الأموال من ميزانياتها للحفاظ على حالة الاستقرار النسبي والأمان الزائف إلى أن يحين دورنا في مخططهم المرسوم بعبقرية شريرة. السوس قد نخر في أساسنا بالفعل وتراكم العفن والصدأ وأعمى العيون والقلوب, في مجالات الثقافة العامة والأكاديمية والعسكر والاقتصاد نجد أساسها أسود فلا تخرج لنا إلا مثلها. أساس مناهج الجامعة دكاترة علمانيون ومنهم من يخفون رواسب من عهد الشيوعية والحقد على الإسلام يبثونها في محاضراتهم ولا يجدون من يتصدى لهم من العقول الخاملة بل تحميهم الدولة. النظام الإداري يلفظ من يتوسم فيه ميول تشذ عن الخط العام فيمنع ترقيته أو يزعجه ويضايقه حتى يضطره للاستقالة وربما الهجرة من البلد. ونفس الشيء في المدارس بمراحلها غير أنه لا خوف عليهم من الأجيال الجديدة فهي خاضعة خنوعة لم تتعلم من العلوم إلا ما يبعدها عن دينها ويقربها من الدين الجديد الذي يقدسون فيه أهوائهم وراحة أجسادهم وعقولهم. فاللغة العربية كريهة في عقولهم وعلى ألسنتهم وفي أسماعهم فلا تتوقع من معلم جديد أن يحبب تلاميذه فيها , ففاقد الشيء لا يعطيه. والدين مادة هامشية يضخمون خط كتابه ويقللون صفحاته حتى صار المنهج كله وريقات تتفادى الحديث في كل أمر هام وحياتي حيوي حتى كاد الكتاب يخلو إلا من نصوص ولولا الملامة لنزعوها أيضا لكن اطمئنانهم مصدره أن أحدا لا يفهم ما يقرأ ولا يتعمق في نص ولا يستثيره فضوله في البحث خارج الكتاب لأن (الامتحان لا يخرج عنه !). وبالتالي قتلوا ملكة البحث وحب الاستطلاع ودفنوها في مهدها ليتعود المواطن طوال حياته على تصديق ما يلقمونه إياه في جرائدهم وإذاعتهم بلا تمحيص. أما العسكرية والجندية فزرعوا في القلوب أنها شر يتقى بالحجج ودعاء المرض, وأنه لا شيء يستحق أن تموت من أجله حتى إذا وقعت الواقعة وجد العدو أرضا جاهزة وغنيمة باردة ونكسة أخرى بعد أن دخلت ربع ميزانية صفقات الأسلحة جيوب الكبار! ولا أريد أن أتوسع في تلك النقطة لأنها خط أحمر و"تابوه" محرم لا يحبون المساس به. والاقتصاد أصبح الربا الذي أسموه فوائد, والخبراء الفاهمون حذرونا منه من البداية لأنه يربط اقتصادنا باقتصاد عدونا ويزرع الحرام وحب الدنيا فينا ويستنزف خيراتنا التي استأمننا الله عليها ويكبلنا بالديون كما حدث للخديوي إسماعيل وتوفيق ودخل الإنجليز مصر من باب القروض وفوائدها. لكن جماهير لا تراعي حلالا ولا حراما تسارع لإيداع كل قرش تحصله في بنك وتتساءل بعد ذلك لم اقتصادنا في انهيار دائم !. فلو وصلت حكومة نزيهة لنبهت الشعب لبعض ما يحاك ضده فيفقد العدو عنصر المفاجأة عندما يقرر الهجوم,وهذا هو سبب بقاء رؤسائنا لمدد طويلة ! 
 
# أعرف أن الفقرة السابقة تبعث على الكآبة لكن ما باليد حيلة. فهذه هي الحقيقة, بل مجرد جزء منها. وبدلا من أن تشيح بوجهك عنها أو تدفنه في التراب, لم لا تحاول تغيير الواقع القبيح من حولك للأجمل؟!

علم نفس الشعوب

من أسباب توحيد قلوب أفراد الشعب على هدف واحد, وجود تهديد من عدو خارجي محدد. فنلاحظ نبذ الخلافات - ولو مؤقتا - وتوقف السرقات. هذا في الشعوب المتدينة, أما العلمانية فتضطر بلادها لتطبيق الأحكام العرفية القاسية لكبح جماح الناس ومنع الفوضى. وحتى في البلاد ذات الوازع الديني قد ينفلت الوضع إن كانت الحالة حرب غير مبررة أخلاقيا أو الشعب يكره ظلم حاكمه, فهنا قد يرونها فرصة لـ"استيفاء حقوقهم المسلوبة " - تبعا لتفسير منطق العامة المتصف غالبا بالصبيانية وعدم الرشد وينتقل بين الانفعالية الهوجاء والسلبية المومياوية دون منطقة وسط معتدل ! - عن طريق السرقة وإضعاف الجبهة الداخلية انتقاما من النظام. أما الخطر الداخلي فأثره مدمر كمنافقي المدينة في عهد الرسول , يُتوقع منهم الخيانة في الأوقات الحاسمة الحرجة. ومما يجمع الشعب أيضا المصائب كالمجاعات والأوبئة وكل ما يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي, وإن كان العكس محتمل تماما إن كانت الأوضاع متأزمة ومحتقنة أصلا قبل الحادث فتجد مشاعر الكراهية لها متنفسا تعبر به عما كان يعتمل في الصدور ويغلي بلا "تنفيس".
 
# والحكومات تفهم هذه القاعدة جيدا, فنجد الأمم التي لا أعداء بارزين لها تخلق عداوة أو تضخم من شأن عدو ضعيف لأن ذلك أفضل لاستقرارها الداخلي وصرف أنظار الشعب عن أية مفاسد أو مظالم أو مشكلات تواجهها الدولة (اقتصاديا أو فكريا أو اجتماعيا) فلا صوت يعلو على صوت المعركة وبالتالي ينقاد الشعب بسهولة. ولاحظ أن هذا التكنيك وأمثاله في التعامل مع الجموع ليس شرا كله, بل هو جزء مهم من وظيفة السلطة قد تستخدمه بشكل سيء وقد يصير ضرورة مشروعة عند الحاجة تبعا للموقف ونية فاعليه, وهذه حكمة خفية لوجوب الانقياد للحاكم وطاعته فيما ليس حراما محضا وأيضا طاعة الجندي لقائده دون كثير مناقشة, إذ قد يكون الفعل جزءا من خطة أكبر وإستراتيجية لتحقيق غاية أسمى وليس القائد مرغما على توضيح دوافع فعله لكل فرد تحت إمرته لدواعي السرية وخوفا من تسرب الأمر للعدو المستهدف, فالطاعة واجبة على الفرد فيما أحب وكره, فهم أم لم يفهم , طالما أعطى من البداية ثقته لذلك القائد ولا يتذرع البعض بعدم شرعية حكم بعض القادة فطالما سكتت الجماعة فهي وافقت عليه حيث يتعذر أخذ البيعة من كل فرد وتأكيدها باللسان والمصافحة كما كان الأمر قديما وتذكر أن من مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية, وأنه لو طلب آخر الحكم بعد استتباب الأمر لأول وإن كان الثاني أعدل وأفضل فالأمر هو بقتل الثاني مهما كان. لكن نشير هنا لدور الحاكم في كسب ثقة شعبه فلا يطلب أكثر مما يعطي وأن يرحم في استعمال حقه كوالي ولا يتجبر فبهذا يضمن وقوف الجموع معه عند الحاجة أوقات زعزعة الدولة. فالثقة تُكتسب ببطء وكنتيجة لتجمع مواقف عدة .
ويفعل الأمريكان هذا اليوم مع شعبهم بافتعال حروب ليس فيها مكسب حقيقي للأمة لكن اتفقت مصالح شخصية لأفراد الحكومة مع "قوى أخرى" فحدث نوع من زواج المصلحة. فالجيش أمريكي والخسائر أمريكية لكن المستفيد والمخطط للحرب أساسا هي حكومة خفية تعمل من وراء الستار.
وقد تستخدم بعض الأنظمة أسلوبا مشابها بأن تجعل العدو صورة هلامية غر محددة المعالم وتجعلها العدو, فتستفيد من حالة الذعر وصرف الانتباه الداخلي وفي نفس الوقت لا تدخل أي معركة حقيقية فلا تخسر الكثير, بل تتجنب أيضا التجمع الحقيقي لقوى الشعب لأن العدو لا حدود له وهويته يتم تعريفها تبعا للاحتياجات المرحلية للحكومة,فتكون كل الخيوط في يد السلطة ولا يعرف الشعب من هو العدو حقيقة فقط يخاف الضربة القادمة من مكان مجهول وهذا يجعله مُدجَّنا أليفا يسهل التعامل معه وفي نفس الوقت تشله حالة الخوف فلا يتخذ خطوات إيجابية ضد حاكميه بل ويقوم بنوع من الرقابة الذاتية على نفسه بتكميم أي صوت يحاول توضيح حقيقة الخدعة وكشف التضليل, فالجموع لا تسمع إلا ما تريد أن تسمعه !. ومن أمثلة هذا الأسلوب قضية البهائيين في مصر وتوقيت التوسع فيها , وقضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول ونفخ الحكومة في نارها إعلاميا لأسابيع للتغطية على أحداث داخلية تخص السلطة الحاكمة وفضائحها, وفعل الأمريكان هذا أيام تخويف الشعب من الخطر السوفييتي وتهويله, وإن استفادت الدولة من الأمر أيضا بدفع عجلة الإصلاح التعليمي والتكنولوجي لمجاراة تقدم السوفييت, مع تصفية الأعداء الداخليين والمعارضين بوصمهم بالشيوعية وبالتالي تنفير الجموع من الاستماع لهم فيتم قتلهم أدبيا وتشويه سمعتهم. وفي مصر استخدم عبد الناصر هذا الإجراء ضد الإخوان ليبرر حملات التنكيل بهم وذلك بتضخيم أفعال بعض أعضائهم ووصفها بالتآمر والتخطيط لانقلابات.
مع العلم أن العلاقة عكسية بين همة الشعب ويقظة مثقفيه من جهة وعنف الأساليب التي تستخدم لقمعه من جهة أخرى, فحالة الهدوء النسبي لا تعني صلاح الوضع القائم بل انعدام الرغبة في المواجهة أساسا وأن عهود الإرهاب قد آتت ثمارها بخنق الجنين وتشكيله قبل أن يشب عن الطوق فيكبر سلبيا محايدا غير مبال وربما مؤيدا لجميع السياسات عن اقتناع ! فالتعليم والإعلام أقوى ألف مرة من الرصاص والمعتقلات. هذا مع ملاحظة أن السيطرة بهذه الطريقة على العقول ما كانت لتتم إلا بعد مرحلة من السيطرة الزمنية على الأجساد والألسن والأقلام.فالمغتصَبة التي استسلمت مرة ولم تمت دون شرفها يسهل عليها أن تتحول لعاهرة تستسلم مرات كل يوم.
# يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ..  النساء 59.
السمعُ والطاعةُ على المرءِ المسلم فيما أحب وكره، ما لم يُؤمرْ بمعصية، فإِذَا أُمِرَ بمعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعة. البخاري
«يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إنْسٍ» قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ. وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ. وَأُخِذَ مَالُكَ. فَاسْمَعْ وَأَطعْ».  مسلم
"مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ حُجَّةَ لَهُ. وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً" مسلم