الأحد، 20 أكتوبر 2013

لعبة الجندي مسلم

خلال بحثي في ملفاتي القديمة، وجدت لعبة كنت صممتها على برنامج "صانع الألعاب Game Maker" منذ سنوات!
اللعبة كان اسمها "الجندي مسلم Muslim" ، ويمكن تحميلها من هنا
(ملف 2 ميجا تنفيذي exe)



مرفق ملف مساعدة بالعربية يشرح اللعبة.
وإن أردت "كود للغش" فيمكنك ضغط زر الـ Backspace لتخطي أي مرحلة لا تعجبك!.. (كنت وضعت هذه الخاصية أثناء التصميم لتيسير وصولي للمراحل المتقدمة لاختبارها، دون الحاجة للمرور بكل المراحل الأولى)


محمد الكاشف

الجندي مسلم .. محمد الكاشف
تمهيد

 
الجمعة بعد صلاة العشاء بقليل

" .. , ولقد صرح مصدر مسئول بوزارة الداخلية , أن الانفجار المحدود الذي وقع منذ ساعات قليلة بمنطقة العجمي في مدينة الإسكندرية , لم يسفر عن وقوع أية إصابات أو ضحايا .. هذا وقد علم مراسلنا هناك " أيمن البدري " أن العديد من أهالي المنطقة سمعوا أصوات تبادل لإطلاق النار .. ورفض مسئول الداخلية التعليق علي هذه المعلومة . ومعنا الآن مباشرة من موقع الحادث مراسلنا ليوافينا بآخر التطورات .. أيمن , ما الجديد عندك ؟! " ..

" مساء الخير يا سحر , بالفعل أنا الآن أتحدث من موقع الانفجار .. شاطئ شهر العسل بالعجمي , وعلي الرغم من بساطة الحادث وأنه وقع منذ مدة قصيرة نوعا , إلا أن قوات الأمن المركزي سرعان ما طوقت المكان , ومنعت مراسلي وسائل الإعلام من الدخول إليه أو حتى الاقتراب منه .. ومع هذا الوجود الأمني المكثف نجد أنه من الغريب عدم إبداء أي من الأهالي تذمرا أو شكوى , لكن الأغرب بالفعل هو رد فعلهم تجاه أي سؤال يوجهه إليهم مراسلو الصحف و القنوات التليفزيونية , فلا تكون الإجابة إلا بالابتسام وبعض كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع .. والحقيقة أن الأمر يبدو كما لو أن الجميع هنا اتفقوا علي أن يخفوا سرا ما بينهم .. أو هذا هو ما أشعر به علي أية حال !! "

"وأخيرا وافق البعض علي الحديث معنا .. معي الآن هنا العقيد السابق السيد جاد عبد الوهاب وهو من أهالي المنطقة .. سيد جاد , هل تتخذ العجمي كمشتى حاليا أم تسكن هنا بصفة دائمة ؟ .. وما تفسيرك الشخصي للانفجار الذي حدث ؟ " ..

" بسم الله الرحمن الرحيم .. أنا أعيش منذ تقاعدي في فيلا قريبة من هنا , أسكن بالدور العلوي وأؤجر الأرضي للمصيفين والمشتين في الغالب .. وعند آذان المغرب , حوالي الساعة السادسة تقريبا , سمعت - عندما كنت أجلس مع بعض الضيوف من جيراني في المنطقة - أصوات طلقات نارية , في الغالب من مسدس " نسر الصحراء " Desert Eagle وهذا بحكم خبرتي العسكرية بالطبع , ثم صمت قصير تبعه موجة أخري من الطلقات المتلاحقة ثم حدث الانفجار .. بالطبع هرع الجميع نحو المكان و .. " , يقاطعه المراسل بسرعة ويقول " ولكن ما ورد إلينا حتى الآن أنه لا توجد أية جثث أو إصابات .. فما تفسير الطلقات .. وما الشيء الذي انفجر علي وجه التحديد ؟! .. حيث رفض المسئولون إعطاء أية تصريحات بخصوصه .. "

يبتسم العقيد عبد الوهاب ابتسامة يخفي بها اضطراب واضح ويقول " نعم .. إحم , بالطبع .. بالطبع لم تحدث أية إصابات أو أي شيء من هذا القبيل .. والصراحة ليست عندي معلومات كافية عما سبب الانفجار أو .. "

يقاطعه المراسل مرة أخري ويقول في حدة " ولكنك رأيت ما حدث و المفروض أن .. "

يحمر وجه العقيد ويرد في حدة مماثلة " قلت لك لا علم عندي عن الأمر .. ولن اسمح لك بأن تعلمني المفروض من غير المفروض .. ولا اعتقد أني سأستمر في هذا الحوار .. اسمح لي " ويزيح المراسل من أمامه ويمضي في غضب , ويبدو أنه أزاح المصور أيضا لأن الكاميرا اهتزت في عنف لثوان قبل أن تثبت مرة أخري علي وجه " أيمن البدري" الذي أحمر احمرارا مضاعفا من جرّاء الغضب مما حدث والخجل لأنه تم أمام الآلاف من المشاهدين .. ومضت لحظة صمت قصيرة لا ندري ماذا كان من الممكن أن يقول فيها , حيث تداركت مذيعة الاستوديو الداخلي الأمر وتكلمت في سرعة قائلة " شكرا للزميل أيمن على حواره .. والآن ننتقل أعزائي المشاهدين لمتابعة حالة الطقس غدا بإذن الله , حيث أنه من المحتمل أن تسقط الأمطار على .... "

=====

لكن هذا التقرير الإخباري لم يكن البداية , بل هو للنهاية أقرب. ولأني أعرف أنك تريد الأحداث من أولها أخذت على عاتقي مهمة كتابة كل ما جمعته من أفواه الأبطال الحقيقيين لهذه المغامرة بعد أن انتهت فصولها بفترة قصيرة. والآن أنشرها للعالم بإذن من بطلها "الكاشف" شخصيا, مع تغيير بعض الأحداث والأسماء للحفاظ على السرية والخصوصية.
=====



الخميس قبل أذان المغرب بقليل
 
لم تكن الحركة عادية في منزلها هذا اليوم, والسبب واضح بالطبع. فهذا أول خميس من شهر رمضان وكعادتها كل عام تجمع "العمة كريمة" شمل عائلتها -القريب منهم والبعيد- على مائدة إفطار عامرة ويبقى معظم أفراد هذا التجمع العائلي المترابط يتحدثون ويتبادلون أخبارهم -وبعض أخبار الآخرين أيضا !- حتى السحور. لو كنت مطلعا على تاريخ عائلة الكاشف لعلمت أن هذه التجمعات سمة استمرت عبر القرون لم تنقطع إلا في سنوات معدودة ولأسباب قاهرة أو أزمات. يقال أن "عزيز الكاشف" الجد الأكبر هو من بدأ الأمر ليجمع أهله كل عام مرة على الأقل بعد هجرتهم الكبيرة من بلادهم الأصلية للإسكندرية. لكننا نحكي الآن عن الواقع لا التاريخ, لذا من الأفضل أن نعود ونتابع ما يحدث في البيت, ونلقي نظرة على المكان والأشخاص قبل أن يتشتت انتباهنا بسبب الروائح المثيرة التي تتصاعد من المطبخ والتي تعمل عليها (فرقة عسكرية صغيرة) مكونة من نساء وبنات عائلة الكاشف. لا تسمح العمة لأحد الرجال بالاقتراب من موقع التحضير والإعداد -كما كانت تطلق على مطبخها- إلا أن الصغار كانوا يتنقلون بحرية في جميع أرجاء المكان, ماعدا حجرة واحدة حرصت السيدة كريمة على إحكام إغلاق بابها قبل مجيء الجميع, حتى لا يتكرر موقف العام الماضي وتفسد فرحة تجمعهم حولها. ويبدو أن ذاكرة الأطفال ضعيفة بالفعل, أو أنهم ظنوا الأحوال قد تغيرت عن السنة السابقة. فحين حاول بعضهم معالجة المقبض ولم يستجب له, نظر عبر ثقب الباب عله يروي فضوله عما تحويه الغرفة لكن الظلام الدامس داخلها منعه من ذلك فلم يبق له سوى التخمين. لكن طبيعة الأطفال غلبتهم في النهاية فانصرفوا عن الموضوع جملة وتفصيلا وجذبت انتباههم أشياء أخرى كمتابعة القادمين الجدد من الضيوف والأقارب ومراقبة أمهاتهم المنهمكات بين الأواني والأوعية. كم هم في نعمة هؤلاء الأطفال.. ينسون في سهولة في حين يتعذب الكبار بما لا يقدرون على نسيانه وينشغل فكرهم بما ينغص عليهم أحلى اللحظات. ولن أذهب بعيدا لأعطيك مثالا على ذلك, فها هي العائلة أمامك لتدقق فيها كما تريد وتستنتج ما يفكر فيه كل منهم. ولنبدأ بأول الواصلين للمكان:أسرة أبي المعاطي.

كما تعلم, فالعائلات هي كالمجتمعات المصغرة.تجد فيها الطيب والشرير, الغني والفقير,..وهكذا. تجد الاختلافات والخلافات, التكتلات والعلاقات المتشابكة والمصالح. ولا يوجد سبب يجعل عائلة الكاشف مختلفة عن باقي الناس في هذا الأمر. فعلى سبيل المثال, أبو المعاطي وأسرته الصغيرة من الفرع (المتمدن) في العائلة. انفصلوا منذ زمن وسكنوا العاصمة بعيدا عن السواحل السكندرية,الموطن الطبيعي للكواشف. وبطبيعة الحال صاحب هذه الهجرة المكانية هجرة ذوقية واجتماعية. فالبيئة الجديدة فرضت قيما جديدة وأسلوبا في الحياة مغايرا لما يعتبر أسسا وأصولا لباقي فروع العائلة. في البداية كان الأمر ظريفا وتم تقبله بهدوء وحكمة, ورأى كبير العائلة وقتها أنه تطور طبيعي لا بد منه, وربما يعود بالنفع يوما على باقي الأفراد ويتوسعون. لكن الواقع أن البعيد عن العين بعيد عن القلب.. فبعد كل تجمع عائلي كانت التباينات بين الفرعين تزداد وضوحا. وزاد الطين بلة أن ذلك الفرع استقطب بعض الشباب الطموح من العائلة وأغراهم -عن غير قصد أو تخطيط في الغالب- بالانتقال والبحث عن فرص جديدة وحياة مختلفة بعيدا عن رقابة كبار الكواشف المقيمين جوار البحر. ثم بدأت المشاكل في الظهور. لاحظها الكبار تنمو وتتجمع كماء خلف سد لا يلبث أن يفيض. وخافوا أن تغرق السفينة حتى أن بعضهم فكر في قطع دابر المشاكل بطرد مصدر الانقسام,تلك الدويلة الساعية للاستقلال, أو دعوتها للعودة للجذور والأرض مع ترضيتها وتعويضها عن أية خسائر قد تنجم عن الانتقال. لكن مرة أخرى حكمة رب العائلة عرقلت تنفيذ الاقتراح لما توقعه من رفض للفكرة وما سيتبع ذلك -ولا شك- من انقسام للكلمة وربما تفتت قوة الكواشف للأبد. وتُرك الأمر كما هو عليه حتى إشعار آخر. وبتوالي الحوادث والسنين وموت الجيل الحكيم, حدث ما كان متوقعا وتكون ببطء حزبان . لم يكن العداء ظاهرا ولم يتحدث عنه أحد لكن الشعور به كان موجودا في القلوب ويراه الصغار في فلتات اللسان وبتجمع العديد من المواقف الصغيرة تتضح الصورة. القاهريون لهم القوة الاقتصادية وبعض الموالين من الشباب, في حين أن السكندريين لهم التاريخ والقيم. كل يفتقد ما عند الآخر في حين أن اجتماعهم وتوحدهم فيه القوة للجميع, أو هكذا كان يظن الفريق الثالث المحايد المتجنب للفتنة, والذي وصفه بعض القاهريين بالسلبية واللعب على الحبلين, غير فاهمين لدوافعه ومبرراته. وأبرز هؤلاء المحايدين كان محمد الكاشف الشاب بطل قصتنا هذه. أما العمة كريمة فهي محافظة بطبيعتها ومركزها الاجتماعي أهلها لتزعم جماعة السكندريين, وإن كانت مؤخرا بدأت تميل لرأي محمد الكاشف وجماعته لما رأت فيه من فكر يعادل بين الأمور ويوزنها, ولا دليل على ذلك خير من أنه محبوب من الجميع, والكل يطمع في انضمامه إليه.. درة الكواشف وزينة شبابهم, "أشبه الناس بالكاشف الكبير نفسه طيب السيرة", كما كان يقول الأستاذ حافظ رحمه الله والذي هو أشبه بمؤرخ لعائلة الكاشف والمتتبع لأخبار كبيرهم وصغيرهم, وقد رأى محمدا صبيا ولم يطل به العمر ليمتع عينيه به بعد أن كبر محمد الكاشف وصار شابا.

لكن حالة الترقب بين الفريقين كانت كالهدوء يسبق العاصفة. ولقد تنبهت العمة للأمر منذ بدأ العام الماضي في تجمع مشابه لتجمعهم هذا. فما يبدو هو أن أبا المعاطي كممثل لكواشف القاهرة قد غير من خططه وأظهر الندم وأعلن بالقول والفعل أنه يريد لهذا الـ(خلاف البسيط) أن ينفض وتعود المياه لمجاريها خاصة بعد وفاة رب العائلة وكبيرها. وبحنكتها أدركت أن وراء الأكمة ما وراءها. فالتقارب المبالغ فيه الآن ليس من مصلحة السكندريين ولا شبابهم الذي قد ينبهر بحياة أهل القاهرة وأموالهم ويخفى عليه السبب الحقيقي للخلاف واختلاف القيم, لاسيما أن هذا الانبهار قد زاد مؤخرا بالفعل وعلاماته واضحة لكل ذي عين. وأبو المعاطي يعلم هذا ويستغله بل أنه نقل الصراع لمرحلة جديدة حين فكر في أن خير ما يجمع الطرفين هو .. الزواج. ومن عدة مؤشرات لاحظتها السيدة كريمة استنتجت أن هدفه هو جمع ابنته رانيا -التي تمثل كل ما تعارضه كريمة في القاهريين تقريبا- بـ . . محمد الكاشف!

=====

حل الصمت على الجالسين عندما ارتفع صوت الشيخ العجمي من المسجل وهو يتلو سورة يوسف, وامتزج أثر الصيام بتلاوة القرآن حتى شعر الجميع بهذه النكهة المميزة التي تجعل شهر رمضان مختلفا دائما عن باقي شهور العام. كان الجمع لم يكتمل بعد ومن المنتظر قدوم الآخرين بين لحظة وأخرى, إلا أن البعض ظهر تبرمه من الأمسية كلها حتى قبل أن تبدأ!!.. رانيا على سبيل المثال زفرت في ملل - للمرة الثالثة - وهي تنظر للساعة القديمة المعلقة على حائط الصالون وكأن تلك النظرة ستخيف العقارب فتسرع في دورانها وتقطع الساعات في دقائق. ولما لم يطرأ تغير ما على سير الوقت حولت نظرتها تجاه أمها وأبيها تلومهما في عتاب صامت على إحضارها لهذا الإفطار بعد أن كانت أقسمت أمامهما - في هستيريا وتصميم - العام الماضي على أنها لن تذهب أبداً لمثل هذه التجمعات العائلية (المتخلفة) - على حد تعبيرها - ولن تخالط هؤلاء الناس (البيئة) طوال عمرها. لكن أباها أقنعها - كعادته - بضرورة المحافظة على الشكليات في هذه المرحلة, وذكّرها تلميحا بأن محمدا سيحضر الوليمة ومن المتوقع أيضا أن تحضر إيمان. وهكذا ضرب أبوها بكلماته على الوتر الحساس فغيرت رأيها بسرعة وقبلت أن تذهب على مضض."لن أتركه لها مهما حدث!" كان هذا هو الخاطر المسيطر عليها الآن والذي جعلها تحتمل الجلوس بينهم في هذه اللحظة متظاهرة على قدر الإمكان بالهدوء في حين كان داخلها يغلي أشد من غليان أوعية الطعام التي يتم إعدادها بحجرة المطبخ!

في نفس اللحظة التي كانت هذه الأفكار تعصف بذهن ابنة أبي المعاطي كانت (رحمة) بعيدة عن كل هذا وهي تقلب بأناملها الدقيقة ورقات مصحفها الصغير الذي قلما يفارقها وتحرك شفتيها بتسبيحات وأدعية هامسة غير مسموعة. من حين لآخر تمد بصرها ناحية طفلها الرضيع النائم على الكنبة بجوارها فتبتسم رغما عنها ابتسامة حانية ثم تنقل بصرها ليقع على وجه زوجها (معتز) المنهمك في قراءة إحدى الصحف ويظهر عليه الإرهاق والتعب. لقد حاولت أن تعفيه من الحضور مراعاة لإجهاده بعد يوم عمل شاق وصيام لكنه رفض أن يفوّت فرصة الحضور ومقابلة الجميع وهي تعلم أنه يحترم عمتها كريمة ولا يحب إغضابها, ثم أنه لا يوافق أبدا أن تخرج بمفردها مع رضيعها وتبقى لساعة متأخرة خارج بيتها.

وفي محاولة ودية لتبادل الأحاديث مالت رحمة لتقترب من (عصمت) أم رانيا وزوجة أبي المعاطي وأسرت لها ببعض ما كان يجول برأسها فما كان من الأخيرة إلا أن أظهرت عدم اهتمامها بالحديث بالمرة ووقفت فجأة لتخرج إلى الشرفة الباردة تاركة رحمة في ذهول وعدم تصديق لرد الفعل.

على الرغم من أن هذا التصرف قد يبدو لك لأول وهلة شاذا غريبا إلا أن المطلع على خفايا الأمور كان من الصعب أن يتوقع غيره. فطبيعة أسرة أبي المعاطي وعصمت هي أقرب إلى ما يمكن تسميته (الأسرة معكوسة القطبية),حيث تتركز مقاليد الأمور في يد الزوجة ويكتفي الرجل بدور التابع المطيع. حتى القرارات التي تبدو للعيان أنها نابعة من أبي المعاطي هي في حقيقتها انعكاس لرغبة زوجته بل أن الأمر يصل في بعض الأحيان لدرجة اقتناعه بأنه هو المصدر الأصلي للفكرة وأن إسهام امرأته في تكوينها لم يتجاوز مرحلة (الاقتراحات)!.. وهذا أسوأ أنواع التحكم والديكتاتورية وتلاعب الطرف المسيطر بعقل تابعه الساذج وتشكيل قناعاته بالطريقة التي يرى الشريك القوي أنها الأصلح. ولو كنتُ من دارسي علم النفس لقلت أن مثل هذا المناخ الأسري لا ينتج عنه شخصية سوية متزنة وهكذا نفهم السبب وراء سوء سلوك الابنة رانيا وقد نلتمس لها بعض العذر.

وطبيعي بعد كل هذا أن تكون العلاقة بين طرفي نقيض كـ(رحمة) و(عصمت) تتسم بالنفور وقلة الإعجاب. فالأولى تضع زوجها في المرتبة الأولى دائما وترى فيه ما يكمل نقصها الفطري دون أن ينتقص ذلك من أهميتها في بيتها شيئا. أما الثانية فتنظر لهذا النوع من المحبة غير المشروطة على أنه ضعف وتذلل وعيب في حق جنس النساء عموما, ولا ترضى بغير موقع الصدارة بديلا. ولهذا كله لم تتحمل سماع حديث رحمة عن زوجها معتز فآثرت الابتعاد قبل أن تنفجر فيضيع في سورة غضبها الكثير من مركزها الاجتماعي وتهتز الصورة التي رسمتها لنفسها في عيون الآخرين كسيدة مجتمع مهذبة.

وربما حق لك أن تتساءل عن الدافع وراء بوح رحمة بما في نفسها لعصمت مع علمها بأن ذلك قد يؤدي لاستفزاز الأخيرة.. لكنك هنا تنسى الطبيعة المتسامحة لها والتي تبدأ بحسن الظن في التعامل مع الناس وتلتمس لهم الكثير من الأعذار إن أساءوا إليها مرة بعد أخرى. وأظن أن تفكيرها رأى في المشاركة الوجدانية بينها وبين أم رانيا نوعا من تذويب طبقة الجليد الفاصلة بينهما, وبداية لفتح صفحة جديدة.. وبالطبع رأينا كم كانت مخطئة في ظنها هذا !

=====

تأففت عصمت في اشمئزاز وهي تحاول أن تجد لنفسها موقعا نظيفا بالشرفة المطلة على الشارع حتى لا تصيب الأتربة ملابسها الغالية. كانت كابنتها تكره هذا المنزل القديم وكل ما يمثله من تقليدية, ولطالما قالت عنه أنه متحف منعزل عن العالم المتسارع حوله ويتظاهر قاطنوه بالتعلق بماض اندثر وصار تراثا خوفا من مواجهة الحياة الواقعية الحقيقية. لكن في قرارة نفسها وتحت طبقات وطبقات من المظهرية الزائفة والتظاهر بالعقلانية والاستقلالية كانت تشعر أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع العقلية المحافظة لسكان هذا البيت ومن يدينون له بالولاء هو امتصاصهم في دائرتها لا عزلهم وتركهم ينشرون أفكارهم القديمة بين الآخرين. التغيير من الداخل هو شعارها للمرحلة القادمة, وها هي تغزوهم ببطء حين توصلت لخطة تزويج رانيا بالكاشف في حين أنـ ...

لكن ما لمحته من بعيد قطع عليها حبل أفكارها وجعلها تركز بصرها لتتبين هوية ذلك الذي يقترب من باب المنزل في خطوات واسعة واثقة لا يتلفت ويعدّل من وضع منظاره على أنفه كل بضع خطوات في حركة اعتيادية. ولما تعرفته وتأكدت من هويته ارتسم شبح ابتسامة على وجهها واستدارت بسرعة لتعود لحجرة الصالون وتنضم للجالسين.. ثم جلست تنتظر.



الجمعة، 18 أكتوبر 2013

من الفتوحات المكية لابن عربي

الفتوحات المكية لابن عربي
الباب التاسع - في معرفة وجود الأرواح المارجية النارية

وجعل الأرضَ كالأهل وجعل السماء كالبعل
والسماء تلقي إلى الأرض من الأمر الذي أوحى الله فيها كما يلقي الرجل الماء بالجماع في المرأة
وتبرز الأرض عند الإلقاء ما خبأه الحق فيها من التكوينات على طبقاتها

(يقول أن المطر من السماء هو مثل المني الذي يخرج من الرجل ليخصب المرأة، ويكون نتيجة التخصيب هو خروج نبات الأرض. وكلمة الأهل تعني الزوجة، وكلمة البعل تعني الزوج)

فكان من ذلك أن الهواء لما اشتعل وحمي اتقد مثل السراج
وذلك اللهب هو اشتعال النار الذي هو احتراق الهواء وهو المارج
وإنما سمي مارجاً لأنه نار مختلط بهواء وهو الهواء المشتعل
فإن المرج الاختلاط ومنه سمى المرج مرجاً لاختلاط النبات فيه

(هنا يشير إلى أول عنصرين من العناصر الخيميائية الفلسفية الأربعة، النار والهواء)

فهو من عنصرين هواء ونار أعني الجان
كما كان آدم من عنصرين ماء وتراب عجن به فحدث له اسم الطين كما حدث لامتزاج النار بالهواء اسم المارج

(هنا يتكلم بصراحه عن المعتقد الباطني الذي بثه الشيطان في عقول الخيميائيين منذ قديم الزمان، عن أن الكون كله مكون من العناصر الأربعة.. ثم يوضح النظرية التي استند عليها إبليس عندما رفض السجود للمخلوق الآدمي الطيني، لأن الشيطان يرى نفسه أفضل وأعلى لأنه مخلوق من خليط من الريح الحارة ولهيب النار)

ففتح سبحانه في ذلك المارج صورة الجان

(ربما تكون كلمة "فتح" هي خطأ في مخطوطة الكتاب، وأنه كان يقصد كلمة "نفخ"، كما تم نفخ الروح في آدم)

فبما فيه من الهواء يتشكل في أي صورة شاء
وبما فيه من النار سخف وعظم لطفه وكان فيه طلب القهر والاستكبار والعزة

(يقصد هنا تحليل طبيعة الجن وخصائصهم. فيرى أن قدرتهم على تغيير أشكالهم منبعها من العنصر الهوائي فيهم، وأن قدرتهم على تصغير أحجامهم بحيث يجرون من الإنسان مجرى الدم منبعها هو العنصر الناري فيهم. وكلمة "سخف" معناها صغر حجمه، وكلمة "لطيف" تعني في العربية الدقيق والرفيع، ومنها جاء اسم اللطيف الخبير والذي يعني: الذي يعلم أدق الأمور وأخفاها وأصغرها)

فإن النار أرفع الأركان مكاناً ولها سلطان على إحالة الأشياء التي تقتضيها الطبيعة

(هنا يشير إلى تقديم الباطنية لعنصر النار، وترى هذا في أنهم يرمزون إليه بمثلث يشير لأعلى، في حين أن الماء يرمزون إليه بمثلث مقلوب يشير لأسفل)

وهو السبب الموجب لكونه استكبر عن السجود لآدم (عندما أمره الله عز وجل) بتأويل أداه أن يقول: أنا خير منه
يعني بحكم الأصل الذي فضل الله به بين الأركان الأربعة. وما علِم أن سلطان الماء الذي خُلق منه آدم أقوى منه، فإنه يُذهبه، وأن التراب أثبت منه للبرد واليبس

(لكن هنا يعود ويحاول إظهار أفضلية الإنسان على الجن، فيقول أن الماء له القدرة على إطفاء النار، وأن التراب قد يكون أفضل من الهواء لأنه أكثر ثباتا)

فلآدم القوة والثبوت لغلبة الركنين اللذين أوجده الله منهما وإن كان فيه بقية الأركان (ولكن ليس لها ذلك السلطان) وهي الهواء والنار
كما في الجان من بقية الأركان ولذا سمي مارجاً ولكن ليس لها في نشأته ذلك السلطان.

(يقول أن العناصر الأربعة تدخل في خلق كل من الإنس والجن، لكن الطبيعة النارية الهوائية هي السائدة في الجن على الطبيعة المائية الترابية، والعكس في البشر. وأنا أرى أن محاولة التوفيق بين النظريات الفلسفية الخيميائية والنصوص القرآنية الخاصة بالخلق هي محاولات تلفيقية وفاشلة. فالـ "قواعد" الفلسفية هي من اختلاق البشر وغالبا من اختلاق أمم وثنية كالإغريق وفلاسفتهم سقراط وأفلاطون وأرسطو، أما كلام الله فواضح صريح، وهو حق لا يأتيه الباطل أبدا)

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

Sabily

If you are a Muslim who uses Ubuntu, then you'll need to add this repository to your Software Sources:

https://launchpad.net/~sabily.team/+archive/ppa

The "Sabily Team" has produced many useful Islamic programs, to read, study and listen to Qur'an.

You may also use OTHMAN Quran Browser to copy qur'anic verses to a document..


الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

الديانة الباطنية

Behind the veil of all the hieratic and mystical allegories of ancient doctrines,
behind the darkness and strange ordeals of all initiations, 
under the seal of all sacred writings, 
in the ruins of Nineveh or Thebes, 
on the crumbling stones of old temples and on the blackened visage of the Assyrian or Egyptian sphinx, 
in the monstrous or marvellous paintings which interpret to the faithful of India the inspired pages of the Vedas, 
in the cryptic emblems of our old books on alchemy,
in the ceremonies practised at reception by all secret societies, there are found indications of a doctrine which is everywhere the same and everywhere carefully concealed. 

خلف حجاب كل القصص الرمزية والكهنوتية في الديانات القديمة..
ووراء كل طقوس التكريس والتعميد الغريبة..
وبباطن كل الكتابات المقدسة..
وفي أطلال نينوى العراقية أو طيبة المصرية..
وعلى الصخور المتداعية للمعابد القديمة، وعلى محيا تماثيل أبي الهول الآشورية أو المصرية..
وعلى كل رسم مرعب أو مبهج صنعه الهندوس ليشرح نصوص كتابهم (الفيدا)..
وضمن الشعارات الملغزة لكتب الخيمياء القديمة..
وفي الممارسات الطقسية الافتتاحية والاحتفالية لكل الجمعيات السرية..
هناك إشارات لعقيدة واحدة مخفاة بعناية.


(السطور الأولى من كتاب المؤلف الفرنسي الباطني إليفاس ليفي، عقائد وطقوس السحر الأعلى 1861)
Dogme et Rituel de la Haute Magie by Eliphas Levi

السبت، 5 أكتوبر 2013

Dictionary of Ancient Egyptian Hieroglyphs


( Hieroglyphs" refer to the characters made by graphical figures of people, animals and objects and they were used to write Ancient Egyptian texts from before 3,000 BC until 300 AD. These text, typically used for religious purposed (i.e. sacred texts), evolved over time into a complex and descriptive form of writing. 10,000+ words have been collected into a 400+ page PDF file, using information found from various sources such as Gardiner and Faulkner. )

Download PDF file:




الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

برنامج القرطاس - بديل المكتبة الشاملة

برامج يستخدمها طلبة العلوم الشرعية ومقارنة الديانات:

- المكتبة الشاملة Shamela.ws

- برنامج القرطاس، لقراءة كتب الشاملة على أنظمة اللينكس



برنامج DAVAR3 - Scripture Study Tool
يعمل على لينكس باستخدام برنامج Wine المحاكي لبيئة الويندوز




الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

Fixing Arabic letters in SAKHR Dictionary (DIC32.exe) running on Linux using WINE (Windows Emulator)

NOT all Windows(TM) programs have good alternates on Linux.. So we use the emulation software called WINE to run these Windows programs on Linux.

One of these programs is DIC32, the BEST Arabic-English dictionary available!.. And sadly there is no good alternative to it on Linux.
When you download WINE and use it to run DIC32 on Linux, you'll probably be shocked to see that the Arabic letters aren't displayed well!.. It will look something like this pic:


And what good is an Arabic dictionary without proper Arabic letters?!

I use Lubuntu nowadays, and here you will find the solution I found to the problem, thanks to this forum member:
http://ubuntuforums.org/showthread.php?t=1231500

You can download the dictionary itself from here:
http://www.4shared.com/rar/SPv7hL-p/Dic32___5______.html

And of course install WINE from your usual repository. (I use WINE1.4 on Lubuntu 12.4)

Unzip the DIC32 archive, name it "Dictionary" and put it inside the ( .wine) folder like this.. (Note: it's a hidden folder by default)
/home/salama/.wine/drive_c/Dictionary

Download some Arabic fonts, then put them in these two folders:
/home/salama/.wine/drive_c/windows/Fonts
/usr/share/wine/fonts

(Note that "salama" is the name of my computer, so use yours!.. And you'll have to be a ROOT user to copy the fonts to the second mentioned folder, so open the folder as root)
The fonts are (Arial - Tahoma - Times New Roman - Trado.ttf )
(ttf means: True Type Font. Trado means: Traditional Arabic)

Now go to the dictionary folder (/home/salama/.wine/drive_c/Dictionary) and open a Terminal window.
Copy and paste this command line:
LC_ALL=ar_EG.utf8 wine dic32.exe
Which tells WINE to open the dictionary in an "Arabic Locale", and you will get this result:



(Note: you must have Arabic Language already on your Linux system. Use the command:
locale -a
to check for it)



=====
Fixing Arabic letters in SAKHR Dictionary (DIC32.exe) running on Linux using WINE (Windows Emulator)

Written By Salama