‏إظهار الرسائل ذات التسميات العقيدة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العقيدة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 25 فبراير 2011

حكم قول الشاعر "إذأ الشعب يوماً أراد الحياة ... فلابد ......."

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا ورسولنا وحبيبنا وقدوتنا
محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم

أما بعد :

لمن المؤسف أن نرى أشخاصًا يقولون ما يسمعونه دون التحري من صحته
(تقليد أعمى)
حيث أنك تسمع مَن يقول ويردد ويُنشد " إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر" ظنًا أنها عبارة مشجعة أو ما شابه رغم أنها كفرٌ بعينه كما أفتى بذلك
الشيخ المحدّث محمد ناصر الدين الألباني عندما سئل عن حكم هذا البيت .
وهنا سأطرح هذه الفتوى بالإضافة إلى فتوى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان حفظه الله

" سُئل إلامام المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قول الشاعر أبو القاسم الشابي :
«إذا الشعبُ يوما أراد الحياة .. فلا بُد أنْ يستجيب القدر»
فأجاب - رحمه الله - هذا الكفر بعينه ، هذا يدل على أن الناس ابتعدوا عن العلم ، ولم يعودوا يعرفوا ما يجوز ومالا يجوز ، ما يجوز لله وحده ، وما لا يجوز لغيره ،وهذا من الغفلة وهي من الأسباب التي أوحت لبعض الشعراء المعاصرين أن يقول ذلك وأن تتبنى ذلك الإذاعات العربية كنشيد قومي عربي فتقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر ، يعني القدر تحت مشيئة الشعب ، وهذا عكس قوله تعالى :
{{
وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}}
الانسان:30
ومن العجيب أن يردد هذا الشعر رجل في البعثة الجزائرية للحج ، فبدأ يتكلم في مجلس كبار رجال الدعوة الإسلامية وأمام أبصارهم وأمام المشايخ فينشد هذا البيت فيقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة ...بعض المشايخ تكلم وقال : إيش هذا ؟ هذا أكبر غفلة عن الإيمان بالقضاء والقدر ..
قلت : هكذا يوم يجهل المرء دينه ، ويتكلم بغير علم فيتجاوز حدوده ، ويتكلم في غير فقه فيأتي بالعجائب والغرائب من الطوام التي إذا لم يستنكرها أهل العلم أصبحت من الثوابت والسنن التي تقوم عليها الدول ، ويا ويل من استنكرها بعد ذلك ."
كتاب الحاوي من فتاوى الشيخ الألباني
[ج 1/ ص64]
********
فتوى الشيخ صالح بن فوزان
بن عبدالله الفوزان
حفظه الله

ونصها كالتالي

يقول السائل " ما حكم قول الشاعر " :

إذا المرء يوما أراد الحياة ***** فلا بد أن يستجيب القدر!!

فأجاب الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :

( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! ..
يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! ..
العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان ).

هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف ..
على كل حال هذا كلام شاعر , الله -جل وعلا- يقول :
( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ )
[سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225] .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر: " أعذبه أكذبه " ..
هذا كلام باطل بلا شك :
إذا المرء يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستجيب القدر!!

هذا مبالغة ، هذا يُنسب للشابي
( شاعر جزائري أو تونسي من الشعراء المعاصرين ) .

بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول :
" يا ظُلم القدر ! " ، " يا ظُلم القدر " ، " ظلَمهُم القدر ! " ، " يالسخرية القدر " ، " القدر يسخر ؟! " ، " القدر يظلم ؟! " ،
هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله ..

عنوان الفتوى : قول الشاعر ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة ) في الميزان
رقمها ( 52019 )

يقول السائل :

" أنا أسأل عن بيتين من الشعر يرددهم بعض الفنانين الموريتانيين وهم: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، والثاني هو:
لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر ..
تعني محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ وشكراً.

" الفتوى "

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ،
أما بعـد:

أما قول الشاعر: إذا الشعب يوماً أراد الحياة .
فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ،
فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى
( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
[التكوير:29],
وقال تعالى ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا )
[الفرقان:2].
وأخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات
والأرض بخمسين ألف سنة .
ولكن هذا لا ينافي الأخذ بالأسباب والعمل بجد واجتهاد ،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )

الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6605
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

رواه الترمذي وحسنه الألباني ، فالعمل من تمام التوكل على الله."
أما البيت الثاني: لولاه ما خلقت شمس ولا قمر ولا نجوم ولا شجر .
فهو من الغلو المنهي عنه في النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقد ثبت عن البخاري عن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، ولكن قولوا:
عبد الله ورسوله .
الراوى:عمر بن الخطاب/المحدث:الالبانى
المصدر: مختصر الشمائل/خلاصة حكم المحدث:صحيح.
قال ابن القيم: فهو أعظم الخلق عند الله وأرفعهم منزلة،
وذكره سبحانه بصفة العبودية في
أشرف مقام مقام الدعوة والإسراء."

في بداية الأمر ظننتُ أن البيت يقول "إذا الشعب يومًا أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب للقدر" (باللام قبل القدر)
ولو كان كذلك لكان القول صوابًا لأن هنا الإنسان تحت مشيئة قدر الله وليس العكس كما هو واقع البيت .

ختامًا أقول تنبهوا وتحروا صحة كل ما تسمعونه وتقرؤونه وترونه إخوتي في الله فالخطأ في مثل هذه الأمور فادحًا ولا تنسوا أن هناك ضِعاف الإيمان مَن يقلدوكم بإيجابياتكم وسلبياتكم .

منـــقــــول
ملتقى أخوات أهل السنة والجماعة




الخميس، 17 فبراير 2011

حكم الحلف بحياة الله عز وجل ؟


حكم الحلف بحياة الله عز وجل

للشيخ العثيمين رحمه الله
الحلف بحياة الله حلفٌ صحيح لأن الحلف يكون بالله أو بأي اسمٍ من أسماء الله أو بصفةٍ من صفات الله والحياة صفةٌ من صفات الله فإذا قال وحياة الله لأفعلن كذا وكذا كان يميناً منعقدةً جائزة وأما إذا حلف بحياة النبي أو بحياة الولي أو بحياة الخليفة أو بحياة أي معظم سوى الله عز وجل فإن ذلك من الشرك وفيه معصية لله عز وجل ورسوله وفيه إثم لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت وإنا نسمع كثيراً من الناس يقول والنبي لأفعلن كذا وحياة النبي لأفعلن كذا ويدعي أن هذا مما يجري على لسانه بلا قصد فنقول حتى في هذه الحال عود لسانك أن لا تحلف إلا بالله عز وجل واحبس نفسك عن الحلف بغير الله ثم إنه بهذه المناسبة أود أن أبين لأخواني المستمعين أنه لا ينبغي للإنسان أن يكثر الأيمان لأن بعض أهل العلم فسر قول الله تعالى (واحفظوا أيمانكم) بأن المراد لا تكثروا الحلف وإذا قدر أن الإنسان حلف على شيء مستقبل فليقل إن شاء الله لأنه إذا قال إن شاء الله كان في ذلك فائدتان عظيمتان
الفائدة الأولى :
أن هذا من أسباب تيسير الأمر الذي حلف عليه وحصول مقصوده والثاني : أنه لو لم يفعل فلا كفارة عليه ودليل ذلك قصة سليمان النبي عليه الصلاة والسلام حين قال والله لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدةٌ منهن غلام يقاتل في سبيل الله فقيل له قل إن شاء الله فلم يقل اعتماداً على ما في نفسه من اليقين فطاف على تسعين امرأة فلم تلد إلا واحدةٌ منهن شق إنسان إي نصف إنسان فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً لحاجته
(1)
وأما الفائدة الثانية : وهي أنه لو لم يفعل لم يحنث يعني لو حلف أن يفعل شيئاً فلم يفعل وقد قال إن شاء الله فإنه لا حنث عليه أي لا كفارة عليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حلف فقال إن شاء الله فلا حنث عليه.(2)
منقول
موقع الشيخ العثيمين رحمه الله

=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*
=*=*=*=*=*=*=*=
(1) أخرج البخاري / الجامع الصحيح / كتاب كفارات الأيمان /باب الإستثناء في الأيمان / حديث رقم 6255 .
(2) رواه الترمذي / حققه الألباني /إرواء الغليل / حديث رقم 2570/ صحيح .

الاثنين، 14 فبراير 2011

حكم الاحتفال بالمولد النبوي



الســــلام علــــيكم ورحـــمة الله وبـــركاته
========
حكم الاحتفال بالمولد النبوي


وأيــــــــضــــــاً

محاضرة للشيخ الحويني حفظه الله
في حكم الاحتفال بالمولد النبوي

هــــــــــــــــــــنــــا

نفعني الله وإياكم

الجمعة، 11 فبراير 2011

المسلم بين الخوف والرجاء والحب .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
المسلم بين الخوف والرجاء والحب
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
قال الله عَزّ وَجَلّ عن أنبيائه ورُسُله :
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا
رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ
) .
وقال عز وجل آمِرا عباده المؤمنين بذلك : ( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) .

قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعًا) أمْرٌ بأن يكون الإنسان في حالة تَرَقُّب وتَخَوّف وتَأميل لله عز وجل ، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يَحملانه في طريق استقامته ، وإن انفرد أحدهما هَلَك الإنسان . اهـ .

وقد أوصى أبو بكر رضي الله عنه عمر رضي الله عنه فَكان مما قال : ألم تَر أن الله عز وجل أنزل آية الشدّة عند آية الرخاء ، وآية الرخاء عند آية الشدة ، ليكون المؤمن رَاغِبا رَاهِبا ، ولئلا يُلْقِي بِيدِه إلى التهلكة ، ولا يتمنى على الله أُمْنِية يتمنى على الله فيها غير الحق . رواه الربعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت " .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : كَرِهَ مَنْ كَرِهَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ مُجَالَسَةَ أَقْوَامٍ يُكْثِرُونَ الْكَلامَ فِي الْمَحَبَّةِ بِلا خَشْيَةٍ ؛ وَقَالَ مَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ : مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْحُبِّ وَحْدَهُ فَهُوَ زِنْدِيقٌ ، وَمَنْ عَبَدَهُ بِالرَّجَاءِ وَحْدَهُ فَهُوَ مُرْجِئٌ ، وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْخَوْفِ وَحْدَهُ فَهُوَ حروري ، وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُوَحِّدٌ .
وَلِهَذَا وُجِدَ فِي الْمُسْتَأْخِرِينَ مَنْ انْبَسَطَ فِي دَعْوَى الْمَحَبَّةِ حَتَّى أَخْرَجَهُ ذَلِكَ إلَى نَوْعٍ مِنْ الرُّعُونَةِ وَالدَّعْوَى الَّتِي تُنَافِي الْعُبُودِيَّةَ ، وَتُدْخِلُ الْعَبْدَ فِي نَوْعٍ مِنْ الرُّبُوبِيَّةِ الَّتِي لا تَصْلُحُ إلاَّ لِلَّهِ . وَيَدَّعِي أَحَدُهُمْ دَعَاوَى تَتَجَاوَزُ حُدُودَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، أَوْ يَطْلُبُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَصْلُحُ - بِكُلِّ وَجْهٍ - إلاّ لِلَّهِ ، لا يَصْلُحُ لِلأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ . وَهَذَا بَابٌ وَقَعَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ الشُّيُوخِ . وَسَبَبُهُ ضَعْفُ تَحْقِيقِ الْعُبُودِيَّةِ الَّتِي بَيَّنَتْهَا الرُّسُلُ ، وَحَرَّرَهَا الأَمْرُ وَالنَّهْيُ الَّذِي جَاءُوا بِهِ ، بَلْ ضَعْفُ الْعَقْلِ الَّذِي بِهِ يَعْرِفُ الْعَبْدُ حَقِيقَتَهُ ! وَإِذَا ضَعُفَ الْعَقْلُ وَقَلَّ الْعِلْمُ بِالدِّينِ وَفِي النَّفْسِ مَحَبَّةٌ انْبَسَطَتْ النَّفْسُ بِحُمْقِهَا فِي ذَلِكَ ، كَمَا يَنْبَسِطُ الإِنْسَانُ فِي مَحَبَّةِ الإِنْسَانِ مَعَ حُمْقِهِ وَجَهْلِهِ وَيَقُولُ : أَنَا مُحِبٌّ فَلا أُؤَاخَذُ بِمَا أَفْعَلُهُ مِنْ أَنْوَاعٍ يَكُونُ فِيهَا عُدْوَانٌ وَجَهْلٌ ؛ فَهَذَا عَيْنُ الضَّلالِ ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِقَوْلِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى : (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ) ، فَإِنَّ تَعْذِيبَهُ لَهُمْ بِذُنُوبِهِمْ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ غَيْرُ مَحْبُوبِينَ وَلا مَنْسُوبِينَ إلَيْهِ بِنِسْبَةِ الْبُنُوَّةِ ، بَلْ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ مربوبون مَخْلُوقُونَ .
فَمَنْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّهُ اسْتَعْمَلَهُ فِيمَا يُحِبُّهُ مَحْبُوبُهُ ، لا يَفْعَلُ مَا يُبْغِضُهُ الْحَقُّ وَيَسْخَطُهُ مِنْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ ، وَمَنْ فَعَلَ الْكَبَائِرَ وَأَصَرَّ عَلَيْهَا وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا فَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْهُ ذَلِكَ ؛ كَمَا يُحِبُّ مِنْهُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ الْخَيْرِ ؛ إذْ حُبُّهُ لِلْعَبْدِ بِحَسَبِ إيمَانِهِ وَتَقْوَاهُ ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الذُّنُوبَ لا تَضُرُّهُ لِكَوْنِ اللَّهِ يُحِبُّهُ مَعَ إصْرَارِهِ عَلَيْهَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ تَنَاوُلَ السُّمِّ لا يَضُرُّهُ مَعَ مُدَاوَمَتِهِ عَلَيْهِ وَعَدَمِ تَدَاوِيهِ مِنْهُ بِصِحَّةِ مِزَاجِهِ . اهـ .

وقال ابن القيم رحمه الله : القلب في سَيْرِه إلى الله عز وجل بِمَنْزِلة الطائر ؛ فالْمَحَبّة رأسه ، والخوف والرجاء جَنَاحَاه ، فمتى سَلِم الرأس والجناحان فالطير جَيّد الطيران ، ومتى قُطِع الرأس مات الطائر ، ومتى فَقد الجناحان فهو عُرْضة لكل صائد وكاسِر ، ولكن السلف اسْتَحَبّوا أن يُقَوي في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء ، وعند الخروج من الدنيا يُقَوي جناح الرجاء على جناح الخوف . اهـ .

ومَن قَدّم محبة المخلوقين على محبة الله ، أو ساوَاها بها فقد وَقَع في شِرك المحبة ،لقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) .
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
منـــقول
كتبه الشيخ / عبد الرحمن السحيم
منتدى الارشاد للفتاوى الشرعية

الاثنين، 7 فبراير 2011

حكم قول فلان شهيد ؟


حكم قول فلان شهيد ؟

الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين:
أحدهما: أن تقيد بوصف، مثل أن يقال: كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد، ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعني بقولنا: -جائز- أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقاً لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه: "إنه شهيد"، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك، وقد ترجم البخاري -رحمه الله- لهذا بقوله:
"باب لا يقال: فلان شهيد" قال في الفتح 90/6:
"أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال: تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيداً ولعله قد يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من مات في سبيل الله"، أو قُتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر".
أ.هـ. كلامه.

ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به، وشرط كون الإنسان شهيداً أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك: "
مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله"، وقال: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دماً اللون لون الدم، والريح ريح المسك" (رواهما البخاري من حديث أبي هريرة).
ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن.

والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولاً في الجهاد في سبيل الله دُفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يُغسل ويُكفَّن ويصلى عليه.

ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة، وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة، فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه سبحانه وتعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث -
باب المناهي اللفظية.

منقول
موقع طريق الإسلام

الأحد، 6 فبراير 2011

فتاوى أهل العلم في حكم المظاهرات .

الفتوى الأولى الشيخ بن باز:-

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوةوهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟

الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجاليةمن العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن وم نأسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.

الفتوى الثانية للشيخ بن عثيمين:-

فتوى العلامة العثيمين:

سئل -رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة

من وسائل الدعوة المشروعة؟

الجواب: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليهوسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان)

انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75

سئل سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات )؟،)

فأجاب :

ديننا ليس دين فوضى ،ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ،والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ،وما كان المسلمون يعرفونها ،ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين اضباط لافوضى ولاتشويش ولاإثارة فتن ،هذا هو دين الإسلام ،والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ،والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ،فلاتجوز هذه الأمور)،

ويقول أيضا في جريدة الجزيرة العدد (11358)

(وأما المظاهرات فإن الإسلام لايقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية ،وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها ،فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة)أهـ،..

وسئل الشيخ صالح بن غصون رحمه الله عن

(وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات والاغتيالات والمسيرات)،

فأجاب :

وأما أن يسلك مسلك العنف أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة ،فهذه أمور شيطانية ،وهي أصل دعوة الخوارج ،هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح،وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور )أهـ،.

وسئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله عن

المظاهرات فقال:

(المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ،هذه دخيلة ،ما كانت معروفة ........)أهـ،.

ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة

والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات كما في مجلة الدعوة العدد(1916) ص :(ماهي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد )،

(إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا ،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر.........إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لايستنكرون على أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لايعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لااعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية أما الاصلاح الذي يرجوا أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لاتحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى)أهـ،.،

ويقول :

فإن ماسمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم)أهـ،.

يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ

وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله:

(ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها ،مثال ذلك المظاهرات ،مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي ،بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية ،نقول :هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء )أهـ،.

ويقول فضيلة العلامة الشيخ صالح اللحيدان

حفظه الله في جريدة الرياض العدد (12918):

(أن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة ،............

وأن على السلطة أن تمنع مثل هذه الأمور )أهـ،.

ويقول الشيخ أحمد النجمي في كتابه(المورد العذب الزلال)ص (228):

(تنظيم المسيرات والتظاهرات ،والإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولايقره،بل هومحدث،.........)أهـ،.

11-ويقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:

(فقد كنت بحمد الله احذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد وفي خطب الجمعة)أهـ،.

وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برقم (19936) وفيها:

(كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لاتحترم مالا ولانفسا ولاعرضا ،ولاتمت إلى الإسلام بصلة ،ليسلم للمسلم دينه ودنياه،ويأمن على نفسه وعرضه وماله)أهـ،وكذلك فتوى عدد من دور الأفتاء بالدول العربية والإسلامية والمجامع الفقهية،.

وسئل الشيخ صالح الأطرم

عن المظاهرات هل هي من وسائل الدعوة؟،فقال:

(لا ،هي من وسائل الشيطان،......الخوارج الذين خرجوا على عثمان كانت مظاهرات)أهـ،.

ويقول الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي أمام المسجد النبوي :

(والعجب من الغوغاء كيف يتخلون عن عقولهم ويسارعون إلى الاشتراك في مسيرة مظاهرات في الشارع لأجل توجيه ظل الشرد بواسطة فاكس أو انترنت بحجة الإصلاح ،أن هذه المظاهرات من الفساد،أما الاصلاح بالكتاب والسنة فمن خلال ولاة الأمر والعلماء ،وأما المظاهرات لاتجوز بحال ،وليست لنا ،لأننا أهل شريعة،وهذا التخريب والمظاهرة التى بدأت تظهر توجب علينا جميعا حكاما ومحكومين أن نقف لها بالمرصاد،لتختفي تماما ،بقوة الحجة ،وبقوة السلطان،............)أهـ،.

وقال العلامة الشيخ صالح السدلان

عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله في الكويت حينما سئل عن المظاهرات:

(الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم،.........وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لاتجوز في الإسلام بل هي عند غير المسلمين ،ونحن للأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور،لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة،.............)أهـ،.

ويقول الشيخ سعد الحصين حفظه الله:

(والإضرابات والمظاهرات وسائل غير مشروعة ولامعقولة لفرض رأي أو مصلحة فئة من الناس على حساب الآراء والمصالح العامة لبقية الأمة ،ويزيد الأمر سوءا في البلاد المقلدة بالأفساد في الأرض وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة ،..............)أهـ،.

ويقول الشيخ محمد أحمد الفيفي عضو مركز الدعوة

والإرشاد في جريدة المدينة العدد(15211) :

(المظاهرات أمر دخيل على الأمة الإسلامية مأخوذ عن غير المسلمين ،ولعل أهم المفاسد المترتبة على المظاهرات هي مخالفتها للشرع،.............إن المفاسد المترتبة على المظاهرات هي أعظم وأكبر من هذه المصالح المزعومة ،.............)أهـ،.

وأفتى فضيلةالشيخ المصري محمد سعيد رسلان ،

في محاضرة له في المسجد الشرقي بسبك الأحد بقرية أشمون بمحافظة المنوفية ،الجمعة 4/رجب/1425هـ،

أن المظاهرات محرمة ،وقد ذكر أقوال العلماء في ذلك،وهذا في شريط متداول،فليرجع إليه

منقول
موقع منابر أهل الأثر

الاثنين، 24 يناير 2011

الإرادة الكونية والإرادة الشرعية



الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--

وقد ذكرنا أن الإرادة نوعان: إرادة كونية، وإرادة دينية شرعية
فالإرادة الكونية يلزم وقوع مرادها، والإرادة الشرعية لا يلزم وقوع مرادها ؛ فوجود هذه المخلوقات مراد إرادة كونية،
نقول مثلا: إن الله أراد كونًا وقدرًا وجود هذا الاجتماع وخلق هؤلاء الأشخاص ونحو ذلك، كل هذا مراد كونًا وقدرًا .
كذلك أراد كونًا وقدرًا وجود المبتدعة والكفرة والفجرة والعصاة ونحوهم - ولو شاء ما وجدوا - فهذه إرادة كونية قدرية أزلية سابقة معلومة لله قبل وجودها، ولا بد من تحقيق مراد الله الذي أراده في الكون والقدر.

أما الإرادة الشرعية فإنه لا يلزم وجود مرادها، ولكن مرادها محبوب لله تعالى، فالله - تعالى - أراد من العباد كلهم أن يؤمنوا به دينًا وشرعًا، وأن يعملوا الصالحات وأن يصدقوا الرسل، وأراد منهم أن يتركوا المحرمات ولكن هل وجد هذا المراد كله أو وجد بعضه ؟ أراد منهم أن يؤمنوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر، فالذين آمنوا اجتمعت فيهم الإرادتان: إيمانهم الذي حصل مراد كونًا وقدرًا لأنه مكتوب، ومراد شرعًا ودينًا لأنه محبوب.

كذلك أعمالهم الصالحة التي عملوها كالصلاة والصدقة والجهاد والأذكار والتلاوة مرادة دينًا وشرعًا، كما أنها مرادة كونًا وقدرًا؛ لأن الله قدر أن هؤلاء يؤمنون ويعملون الصالحات في الأزل، ويكثرون من العبادات، ويتعلمون العلوم النافعة، ويعتقدون العقائد الصالحة؛ أراد ذلك كونًا وقدرًا فوجد، وأراده دينًا وشرعًا فوجد فيهم.

والإرادة الشرعية مذكورة في قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ( البقرة:185 ) وفي قوله تعالى : يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( النساء:26 ) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ( النساء:27 )
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ( النساء:28 ) .

كل هذه إرادة شرعية، يعني: يريد شرعًا ودينًا أن يخفف عنكم، يريد شرعًا وقدرًا أن يتوب عليكم، فمن تاب الله عليه ووفقه كان هذا مرادًا شرعًا ودينًا، وكونًا وقدرًا، ومن لم يتب لم يوافق الإرادة الشرعية حيث إنه أريد منه التوبة فلم يتب، فتجتمع الإرادتان في إيمان المؤمنين؛ لأنهم حققوا الإرادة الشرعية، ووقعت منهم الإرادة الكونية فاجتمعت فيهم الإرادتان الكونية والشرعية ، وتنفرد الإرادة الكونية في كفر الكافرين؛ لأن الله أراد منهم شرعًا ودينًا أن يؤمنوا فلم يؤمنوا، وأراد منهم كونًا وقدرًا أن يكفروا فكفروا.
وهذا معتقد أهل السنة أن الله - تعالى - أراد جميع الكائنات ،
فلا تخرج عن إرادته ولا عن تكوينه، وأن جميع الكائنات حاصلة بقضائه وقدره،
وأنه عالم بها. (ا.هـــ)
--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~--~~
منقول
موقع الشيخ ابن جبرين
رحمه الله

السبت، 15 يناير 2011

معنى حديث لا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول

قال ابن مفلح الحنبلي :

  • في المسند والصحيحين وغيرها عنه عليه السلام قال : " لا هامة ولا صفر " ، زاد مسلم وغيره " ولا نَوء ولا غُول " .

فالهامَة : مفرد الهام ، وكان أهل الجاهلية يقولون : ليس أحد يموت فيدفن إلا خرج من قبره هامَة ، وكانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامَة فتطير ، وكانوا يقولون : إن القتيل يخرج من هامته أي : من رأسه هامة ، فلا تزال تقول : اسقوني ، اسقوني حتى يؤخذ بثأره ويقتل قاتله .

وقوله " لا صَفَر " قيل : كانوا يتشاءمون بدخول صفر ، فقال عليه السلام " لا صَفَر " ، وقيل : كانت العرب تزعم أن في البطن حية تصيب الإنسان إذا جامع وتؤذيه وإنما تعدي فأبطله الشارع . وقال مالك : كان أهل الجاهلية يحلون صفر عاماً ويحرمونه عاماً .

والنَّوء : واحد الأنواء ، وهي ثمانية وعشرون منـزلة ، وهي منازل القمر ومنه قوله تعالى { والقمر قدرناه منازل } ، ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر ، ويطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع نظيرها يكون مطر فينسبونه إليها فيقولون مطرنا بنوء كذا ، وإنما سمي نوءا لأنه إذا سقط الساقط منها بالغرب ناء الطالع بالشرق ينوء نوءا أي : نهض وطلع ، وقيل : أراد بالنوء الغروب وهو من الأضداد .

فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى وأراد بقوله مطرنا بنوء كذا أي : في نوء كذا أي : إن الله أجرى العادة بالمطر في هذا الوقت فلنا خلاف في تحريمه وكراهته .

والغول : أحد الغيلان وهي جنس من الجن ، والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة يتراءى للناس فيتغول تغولا أي : يتلون تلونا في صور شتى ويغولهم أي : يضلهم عن الطريق ويهلكهم ، فنفاه الشارع وأبطله قيل هذا .

وقيل : ليس نفياً لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب وتلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون معنى " لا غول " لأنها لا تستطيع أن تضل أحداً ، ويشهد له الحديث الأخير " لا غول ولكن السعالي " ، وهو في مسلم وغيره ، و " السعالي " : سحرة الجن لكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ، ... وروى الخلال عن طاوس أن رجلا صحبه فصاح غراب فقال : خير ، خير ، فقال له طاوس : وأي خير عند هذا ، وأي شر ؟ لا تصحبني .

" الآداب الشرعية " ( 3 / 369 ، 370 ) .

وقال ابن القيم :

ذهب بعضهم إلى أن قوله " لا يورد ممرض على مصح " منسوخ بقوله " لا عدوى " ، وهذا غير صحيح ، وهو مما تقدم آنفاً أن المنهي عنه نوع غير المأذون فيه ، فإن الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " لا عدوى ولا صَفَر " هو ما كان عليه أهل الإشراك من اعتقادهم ثبوت ذلك على قياس شركهم وقاعدة كفرهم ، والذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من إيراد الممرض على المصح فيه تأويلان :

أحدهما : خشية توريط النفوس في نسبة ما عسى أن يقدره الله تعالى من ذلك إلى العدوى ، وفيه التشويش على من يورد عليه وتعريضه لاعتقاد العدوى فلا تنافي بينهما بحال .

والتأويل الثاني : أن هذا إنما يدل على أن إيراد الممرض على المصح قد يكون سبباً يخلق الله تعالى به فيه المرض ، فيكون إيراده سبباً ، وقد يصرف الله سبحانه تأثيره بأسباب تضاده أو تمنعه قوة السببية وهذا محض التوحيد بخلاف ما كان عليه أهل الشرك .

وهذا نظير نفيه سبحانه الشفاعة في يوم القيامة بقوله { لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة } فإنه لا تضاد الأحاديث المتواترة المصرحة بإثباتها ، فإنه سبحانه إنما نفى الشفاعة التي كان أهل الشرك يثبتونها وهي شفاعة يتقدم فيها الشافع بين يدي المشفوع عنده وإن لم يأذن له ، وأما التي أثبتها الله ورسوله فهي الشفاعة التي تكون من بعد إذنه كقوله { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } وقوله { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } وقوله { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } . " حاشية تهذيب سنن أبي داود " ( 10 / 289 - 291 ) .

والله الموفق للصواب .


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد

الأحد، 2 يناير 2011

أسباب حدوث البدع


أسباب حدوث البدع ؟

أول أسباب حدوث البدع الجهل بالسُّنن: إذا جهل المرء الذي يزن الخير بالسنة فإنه جهله هذا يأتي الشيطان من جهته ويحبب له الخير بشيء مبتدَع، مثل ما قال أولئك لابن مسعود: يا ابن مسعود ما أردنا إلا الخير. ما أرادوا إلا الخير، وإذا كانوا ما أرادوا إلا الخير فالأمر جائز، وهذا ليس بصواب.
إذاً فأهم أسباب البدع أن المحدث لها يقول ما أردنا إلا الخير وهو جاهل بالسنة.
ما سمعنا مبتدعا يقول: أنا أردت مخالفة السنة. هل سمعتم؟ ما أحد يقول أنا أردت مخالفة السنة. كلهم يقولون ما أردنا إلا الخير. نحن نبغي التقرب إلى الله، كيف تقول إن هذا الفعل كذا وكذا وتنهى عنه ؟ هو صالح !
اجعل الناس يتذكرون !
اجعل الناس يعبدون!
اذهب إلى الفسقة إلى الفجرة وانههم !
أما الذين يريدون الخير فاجعلهم يتعبدون لأنهم ما أرادوا إلا الخير !!
هل كل مريد للخير يحصله؟ لا، لابد أن يكون على هذا الطريق وهو طريق المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153].
السبب الثاني من وجود البدع واستمرار البدع الهوى والتقليد؛ لأنك تجد أن الذي استمر على البدع وعمل بها إذا سألته: النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ألم يقل كذا؟ هل فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا الشيء؟ فيقول العالم الفلاني قال كذا، وشيخنا قال كذا، وهذا كان في القرية كان فيها كذا وكذا والبلد، هؤلاء ضلال، فيأتيه الهوى الذي من أجله نصر من قبله نصر أسلافه، يأتيه التقليد يأتيه التعصب فيجعله ينتصر لهذا الأمر الباطل، ولم ينتصر إلى السنة فسأل نفسه هل كان النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ على هذا الأمر أم لا؟ فيكون عنده هوى وتقليد وتعصّب، جعله هذا الهوى والتقليد والتعصب ينتصر للرجال ولا ينتصر لسنة النبي العدنان عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ هذا سبب مهم.
ومن أسباب حدوث البدع أمور سياسية: وهذا الأمر السياسي كان من أعظم فشوِّ البدع في المسلمين لم؟ لأن الشيء إذا أيدته دولة فإنه ينتشر، البدع وذلك على أصنافها المختلفة أيدتها دولة فنشرتها في المسلمين وهي الدولة الفاطمية، التي حقيقة اسمها الدولة العبيدية، هم ينتسبون إلى العبيديين ولا ينتسبون إلى علي رضي الله عنه على الصحيح، هذه الدولة جاءت وتكلم العلماء فيها وقالوا إنها كذا ودولة باطنية وهي على غير الإسلام ولها معتقدات مكفِّرة، إلى آخره، فكيف يقنعون الناس أنهم محبون للدين ومحبون للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وأنهم من آل البيت أول ما بدأ أحدثوا الاحتفالات البدعية، فهم أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي ، جاءوا قالوا هذا يوم المولد لابد أن نحتفل به، فلما رأى العوام أن هؤلاء هذه الدولة تحتفل بمولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتتلوا سورته، ويفعلون في المولد صرخات وأكل وطعام ونحو ذلك قالوا هؤلاء محبون للشريعة محبون للسنة، والعوام ليس عندهم من تقييم الأمور ما عند أهل العلم، وابتدأ ذلك فبدل أن يكون يوم واحد من الاحتفالات في السنة صار كما قال المؤرخون عندهم في كل يوم مولد في كل يوم احتفال في الدولة العبيدية، فأيدتها الدولة وانتشرت في الناس ذلك شيئا فشيئا حتى عمّ في الناس.إذاً من الأسباب التي دعت إلى انتشار البدع ما أيدت به البدع الدولة العبيدية، وأعظم البدع التي أيدتها الدولة العبيدية من جهة العمل الاحتفالات بأنواعها مع ما هم عليه من البدع في الاعتقاد.
من الأسباب أيضا لإحداث البدع ولبقائها ولانتشارها الاستحسان العقلي في مقابلة النص الشرعي: الدين كامل فلا يجوزأن تستحسن فيه بالعقل في عبادة؛ لأن العبادات في الأصل لا تعلم عللها، لم جُعلت صلاة الظهر أربعا والمغرب ثلاثا، لم المغرب ثلاثا وبعد ساعة ونصف العشاء أربع؟ لم صار التقييد في التسبيح بكذا وكذا؟ هذه العبادات لا نعلم عللها.
فلهذا وجب أن يقتصر فيها على نص الشارع؛ لأنه لا علة معلومة فيها، ولهذا يقول العلماء العبادات هي غير معلومة العلة يعني في الغالب، الحكمة غير العلة، الحكمة وصف قاصر، أما العلة هي الأمر الذي أو الوصف المناسب الذي تستخرج منه حكما لغير المسألة بجامع بينها وبين المسألة المنصوص عليها، الحكم شيء والعلل شيء آخر.إذاً من أسباب البدع الاستحسان العقلي، والشريعة كاملة والعبادات لا مجال فيها للعقل أصلا.
إذا قال قائل: أنا أريد أن أدعوا الله بالطريقة الفلانية. فقل: لماذا لا تصلي الظهر خمسا ؟
فهو يقول: الظهر خمسا؟!! ما صلى النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ خمسا.

فإذاً هل فعل النبي هذا الدعاء أو هذه الهيئة أو هذا الذكر؟ أو هل اجتمع الصحابة على هذا النحو؟ ما الفرق بين هذه وهذه؟أدخل تحسينه العقلي في أشياء ولم يدخله في أشياء لأنه هابه؛ هاب المخالفة فيه لعظم المخالفة.
ولهذا من أسباب البدع الدخول فيه بالتحسين العقلي، يدخل في العقل يقول هذا الشيء نفعل كذا
حتى نجيب الناس نجمعهم بهذه الطريقة.

وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
إذاً هذه خمسة أسباب لحدوث البدع ولاستمرار البدع في هذه الأمة.

منقول
مكتبة المسجد النبوي
من محاضرة بعنوان
التحذير من البدع وعواقبها الوخيمة
الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

حكم قول ( في مستقر رحمته ) ؟





حُـكم قول : ( في مستقر رحمته )

يقول بعض الناس عن الميت : وجمعنا به في مستقر رحمته .
وهذا القول لا يخلو من ملحظ .
روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي الحارث الكرماني قال : سمعت رجلا قال لأبي رجاء : أقرأ عليك السلام وأسأل الله أن يجمع بيني وبينك في مستقر رحمته . قال : وهل يستطيع أحد ذلك ؟ قال : فما مستقر رحمته ؟ قال : الجنة . قال : لم تُصِب .
قال : فما مستقر رحمته ؟ قال : رب العالمين .

وصحح إسناده الشيخ الألباني - رحمه الله -
في صحيح الأدب المفرد ( ص 286 ) (1)
وقال في الحاشية :
وهذا الأثر عنه - أي عن أبي رجاء العطاردي - يدل على فضله وعلمه ، ودقة ملاحظته ، فإن الجنة لا يمكن أن تكون مستقر رحمته تعالى ؛ لأنـها صفة من صفاته ، بخلاف الجنة فإنـها خلق من خلق الله ، وإن كان استقرار المؤمنين فيها إنما هو برحمته تعالى ، كما في قوله تعالى : ( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) يعني الجنة . انتهى كلامه – رحمه الله – .
أحببت التنبيه على هذه الكلمة لأنها تكثر على بعض الألسنة .
والأولى أن يُـقال – مثلاً – جمعنا الله به في دار كرامته ، ونحوها .
والله يحفظكم ويرعاكم .



منقول

كتبه الشيخ / عبد الرحمن السحيم

حفظه الله


(1) حققه الألباني / صحيح الأدب المفرد / حديث رقم 768 / صحيح

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

مسألة في صفات الله عز وجل .


مسألة في صفات الله عز وجل
رد على سؤال تم توجيهه
للشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله


من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم د/ م. أ. ح. سلمه الله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد[1]:
فأشير إلى كتابكم الذي جاء فيه نرجو من فضيلتكم توضيح معاني هذه الآيات الكريمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم: وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ[2] والآية: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[3]، والآية: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ[4]، والآية: مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)[5].
وحديث الجارية الذي رواه مسلم حينما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((أين الله؟ فقالت: في السماء. وقال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: اعتقها فإنها مؤمنة))[6].
نرجو توضيح معاني هذه الآيات الكريمة وتوضيح معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية.


وأفيدك بأن المعنى العام للآيات الكريمات والحديث النبوي الشريف هو الدلالة على عظمة الله سبحانه وتعالى وعلوه على خلقه وألوهيته لجميع الخلائق كلها وإحاطة علمه وشموله لكل شيء كبيراً كان أو صغيراً سراً أو علناً وبيان قدرته على كل شيء ونفي العجز عنه سبحانه وتعالى.
وأما المعنى الخاص لها فقوله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ففيها الدلالة على عظمة الكرسي وسعته كما يدل ذلك على عظمة خالقه سبحانه وكمال قدرته، وقوله: وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) أي: لا يثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه سبحانه محتاجة وفقيرة إليه هو الغني الحميد الفعال لما يريد الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العظيم لا إلـه غيره ولا رب سواه.
وقوله سبحانه: وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) ففيها الدلالة على أن المدعو الله في السماوات وفي الأرض ويعبده ويوحده ويقر له بالألهية من في السماوات ومن في الأرض ويسمونه الله ويدعونه رغباً ورهباً إلا من كفر من الجن أو الإنس وفيها الدلالة على سعة علم الله سبحانه واطلاعه على عباده وإحاطته بما يعملونه سواء كن سراً أو جهراً فالسر والجهر عنده سواء سبحانه وتعالى فهو يحصي على العباد جميع أعمالهم خيرها وشرها.
وقوله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ فمعناها: أنه سبحانه هو إلـه من في السماء وإلـه من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به وهو الحكيم في شرعه وقدره، العليم بجميع أعمال عباده سبحانه.
وقوله سبحانه وتعالى: والآية: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) فمعناها: أنه مطلع سبحانه على جميع عباده أينما كانوا يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم ورسله من الملائكة الكرام والكاتبين الحفظة أيضاً مع ذلك يكتبون ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له. والمراد بالمعية المذكورة في هذه الآية عند أهل السنة والجماعة معية علمه سبحانه وتعالى فهو معهم بعلمه ولكن سمعه أيضاً مع علمه محيط بهم وبصره نافذ فيهم فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء مع أنه سبحانه فوق جميع الخلق قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[7] ثم ينبئهم يوم القيامة بجميع الأعمال التي عملوها في الدنيا؛ لأنه سبحانه بكل شيء عليم وبكل شيء محيط عالم الغيب لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
أما حديث الجارية التي أراد سيدها إعتاقها كفارة لما حصل منه من ضربها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة))[8] فإن فيه الدلالة على علو الله على خلقه وأن الاعتراف بذلك دليل على الإيـمان.
هذا هو المعنى الموجز لما سألت عنه والواجب على المسلم أن يسلك في هذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحيحة الدالة على أسماء الله وصفاته مسلك أهل السنة والجماعة وهو الإيـمان بها واعتقاد صحة ما دلت عليه وإثباته له سبحانه على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وهذا هو المسلك الصحيح الذي سلكه السلف الصالح واتفقوا عليه.
كما يجب على المسلم الذي يريد السلامة لنفسه وتجنيبها الوقوع فيما يغضب الله العدول عن طريق أهل الضلال الذين يؤولون صفات الله أو ينفونها عنه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً وسبق أن صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى في إثبات العلو لله سبحانه فنرفق لك نسخة منها لمزيد الفائدة كما نرفق لك نسخة من العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية وشرحها للشيخ محمد خليل الهراس وفيها بحث موسع في الموضوع الذي سألت عنه، ونسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل به وأن يوفق الجميع لما يرضيه إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرئيس العام لإدارات البحوث
العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد


[1] رد على استفتاء شخصي موجه لسماحته.
[2] سورة الأنعام، الآية 3.
[3] سورة البقرة، الآية 255.
[4] سورة الزخرف، الآية 84.
[5] سورة المجادلة، الآية 7.
[6] أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، برقم 537.
[7] سورة الشورى، الآية 11.
[8] أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، برقم 537.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون

منقول
من موقع الشيخ رحمه الله

الأحد، 19 ديسمبر 2010

حكم الأحتفال بيوم الكريسماس .



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

نظراً لقرب الاحتفال بعيدهم الكريسماس ورأس السنة

ووقوع كثير من المسلمين في هذا المنكر الكبير

إما جهلاُ أو تقليداً أو اغتراراً أو موالاة ومحبة للكفار

نقدم هذه القطوف

سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسمايس ) ؟

وكيف نردّ عليهم إذا هنئونا به ؟

وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي

يُقيمونها بهذه المناسبة ؟

وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئا مما ذُكِر

بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً

أو إحراجا أو غير ذلك من الأسباب ؟

وهل يجوز التّشبّه بهم في ذلك ؟

فأجاب - رحمه الله - :

تهنئة الكفار بعيد ( الكريسمايس ) أو غيره من

أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك

ابن القيّم - رحمه الله – في كتابه أحكام أهل

الذمة ، حيث قال : وأما التهنئة بشعائر الكفر

المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يُهنئهم

بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ،

أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلِمَ قائله من

الكفر فهو من المحرّمات ، وهو بمنزلة أن

تُهنئة بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند

الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر

وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .

وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ،

ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية

أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه .

انتهى كلامه - رحمه الله - .


وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا

وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها

إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورِضىً

به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر

لنفسه ، لكن يَحرم على المسلم أن يَرضى

بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره ؛ لأن الله تعالى

لا يرضى بذلك ، كما قال تعالى
:

( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى

لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )
. 1

وقال تعالى :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ

عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) 2


وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص

في العمل أم لا .


وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نُجيبهم على ذلك ،

لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها

الله تعالى ، لأنها أعياد مبتدعة في دينهم ،

وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي

بَعَث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى

جميع الخلق ، وقال فيه :

(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ

وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
) . 3


وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ،

لأن هذا أعظم من

تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة

الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا ،

أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل

الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم ". 4

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه

" اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " :

مُشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجب سرور

قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم

ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء
.

انتهى كلامه - رحمه الله -
.


ومَنْ فَعَل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فَعَلَه مُجاملة

أو تَودّداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ؛

لأنه من المُداهنة في دين الله ، ومن أسباب

تقوية نفوس الكفار وفخرهم بِدينهم .


والله المسؤول أن يُعزّ المسلمين بِدِينهم ، ويرزقهم

الثبات عليه ،
وينصرهم على أعدائهم . إنه قويٌّ عزيز .


============
انتهى كلامه - رحمه الله – وأسكنه فسيح جنّاته .
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

( جـ 3 ص 44 – 46 ) .

محمد بن صالح العثيمين


*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*

1

الزمر :7

*
2
المائدة :3

*
3
آل عمران :85

*
4
سنن أبي داود /تحقيق الشيخ الألباني / كتاب اللباس /باب في لبس
الشهرة /حديث رقم: 4041 / التحقيق : حسن صحيح




الاثنين، 13 ديسمبر 2010

هل يجوز الأكل من الطعام الذي يصنعه الشيعة في عاشوراء ؟

سؤال
هل يجوز الأكل من الطعام الذي يصنعه الشيعة في عاشوراء ؟
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~~

الحمد لله
ما يفعله الشيعة في عاشوراء من اللطم والضرب وشج الرؤوس ، وإراقة الدماء ، وصنع الطعام ، كل ذلك من البدع المحدثة المنكرة ، كما سبق بيانه في الجواب رقم (4033) ورقم (9438) ، ولا يجوز المشاركة فيها ، ولا إعانة أهلها ؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان .
ولا يجوز الأكل من هذا الطعام الذي أعدوه لبدعتهم وضلالتهم .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله
: " هذا منكر شنيع وبدعة منكرة ، يجب تركه ولا تجوز المشاركة فيه ، ولا يجوز الأكل مما يقدم فيه من الطعام ".
وقال : " ولا تجوز المشاركة فيه , ولا الأكل من هذه الذبائح ، ولا الشرب من هذه المشروبات ، وإن كان الذابح ذبحها لغير الله من أهل البيت أو غيرهم فذلك شرك أكبر ؛ لقول الله سبحانه : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام/162-163 ، وقوله سبحانه : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) الكوثر /1-2 "
انتهى من "فتاوى الشيخ عبد العزيز ابن باز" (8/320).
لكن إذا كان في امتناعك عن قبول طعامهم خطر عليك ،
فلا حرج أن تأخذه لدفع الضرر .
والله أعلم .
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~~
منقول

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل يجوز أن يقال للداعي " ربنا يسمع منك" ؟

ســــــؤال

هل يجوز أن يقال للداعي " ربنا يسمع منك"

الجواب

---------------

الحمد لله

أولا :

صفة السمع صفة ثابتة للرب تعالى بالكتاب والسنة والإجماع ، والسمع الذي اتصف به الرب عز وجل

ينقسم إلى قسمين : سمع إدراك وإحاطة , وسمع إجابة وقبول .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" وَكَذَلِكَ سَمْعُهُ لِكَلَامِهِمْ يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ كُلَّهُ مَعَ اخْتِلَافِ لُغَاتِهِمْ وَتَفَنُّنِ حَاجَاتِهِمْ ؛

يَسْمَعُ دُعَاءَهُمْ سَمْعَ إجَابَةٍ وَيَسْمَعُ كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ سَمْعَ عِلْمٍ وَإِحَاطَةٍ ، لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ

وَلَا تُغَلِّطُهُ الْمَسَائِلُ وَلَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (5 /480)

فمن النصوص التي ذكر فيها سمع الإحاطة :

قول الله عز وجل :

( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) الرعد/10

وقوله سبحانه : ( قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنبياء/ 4

وروى النسائي (3460) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ ، لَقَدْ جَاءَتْ خَوْلَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا فَكَانَ يَخْفَى عَلَيَّ كَلَامُهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ) الْآيَةَ . صححه الألباني في "صحيح النسائي" وهو في "صحيح البخاري" معلقا (7386)

(1)

ومن النصوص التي ذكر فيها سمع الإجابة :

قول الله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) البقرة/127 ، وقوله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران/ 35 ، وقال تعالى : ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يوسف/ 34

وروى مسلم (404) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا فَقَالَ : ( إِذَا صَلَّيْتُمْ فَأَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا ... الحديث ، وفيه ( وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ يَسْمَعُ اللَّهُ لَكُمْ ) (2)

قال النووي رحمه الله :

" وَمَعْنَى ( سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ ) أَيْ : أَجَابَ دُعَاء مَنْ حَمِدَهُ . وَمَعْنَى ( يَسْمَع اللَّه لَكُمْ ) يَسْتَجِبْ دُعَاءَكُمْ " انتهى .

والسمع المذكور في السؤال هو من هذا النوع الثاني ؛ فمراد القائل لمن دعا : الله يسمع منك ، ونحو ذلك ، أي : الله يستجيب لك ؛ وإلا فكل مؤمن يعلم أن الله تعالى يسمع قوله سمع العلم والإحاطة .

وعلى ذلك فلا حرج على من قال ذلك ، أو دعا به .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الدعاء الذي لا يسمع :

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْأَرْبَعِ : مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ ) رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن . (3)

والمراد بها الدعوة التي لا يستجاب لها ، كما في رواية مسلم ـ من حديث زيد بن أرقم ـ (2722) لهذا الدعاء : ( وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا ) .

والله أعلم .

راجع للاستزادة إجابة السؤال رقم : (126406)

موقع الإسلام سؤال وجواب

(1) رواه النسائي / حققه الألباني / صحيح سنن النسائي /

كتاب الطلاق / باب الظهار / حديث رقم 3640/ صحيح

(2) أخرجه البخاري / الجامع الصحيح / كتاب أبواب صفة الصلاة /

باب إيجاب التكبير وإفتتاح الصلاة / حديث رقم 696

(3) رواه النسائي / حققه الألباني / صحيح سنن النسائي /

كتاب الاستعاذة / باب الاستعاذة من نفس لا تشبع / حديث رقم 5467/ صحيح